الأربعاء، 28 أغسطس 2024

السفّان الغريب / بقلم / فاضل المحمدي

  السفّان الغريب

سفّان غريب ٌاسميتني
على مقتبل …وخضتُ عبابها
كيف ستمضي ايامها
التي افنيت عمري في حصد لبابها
وما استرحت الا قليلاً
و كم راودني اني عرفت اسبابها
غربة الاوطان …. فواجع الحروب
طرق الاسفار … موحشات الدروب
منعرجات المسارات التي اجهلها
مجاهيل الليالي التي
سرقن فرحتي
بين يقين لمسته
و خيال سرابها
حتى قَصُرَت ْخطاي بالف عائقٍ
و طالت مواضعاً سُنَّتْ حرابها
لجمتها صبراً جميلاً
لقلة حيلتي
تماديت في حرمانها وما سال لعابها
و بهيبة الفرسان غرستها
فخراً وشموخاً كنت انشده
و للعلا طويت احتجابها
وان تحاشيت بريقها
وان تجنبت بعظاً من صعابها
وكنت احمل ارواح احبتي
في زهوهم ان يكون لنا
شيئاً من نصابها
وما خذلتها
حملت على عاتقي رونقها
تجملت … وعانيت … وكابرت
حتى مُزِّقَتْ جوارحي
وذاع طويلاً صدى عتابها
تداركت ضعفي
وتغافلت ُ عن كثير
ممن خاب رجاءه في خرابها
و خضتُ امواجها
تنهار قواي مكابرةً
ودعوات من امنوا بي
كان صوابها
تحاملت على الجراح وهي نازفة
فضحكت ضحك مفارق عند اعتابها
وسكنت جدران الصفيح وسادة
و لأجل عفةٍ في الذات
طرقت مكامن مكابرتي
سهدا و مثابرة
ومن عنيد طبع تمحصت قسوتها
فطرقت جميع ابوابها
حتى استقامت وهي راضية
كنوز الحب فتحتها مشرعة
فضجت فرحاً حين عتابها
رَكَلْتُ تحت اقدامي رحيقها
و وضعت على رأسي شيب عذابها
و غَرِقْتُ باحلام هيبتي
فالتقطت ُ احلام بعيدة المنال كنت اهابها
و حين ترسو مراكبي على اخر موانئي
سأحدث ما يحمل شغاف خافقي
و ما خط حرفي في كتابها
انا السفّان الغريب يحدثني
عن غيوم امطرت جمراً سحابها
و أثمار صبر تنحني له هامتي
وكل منصف
لشدة مواجعها.. يهابها
و إنْ أُتْخِمَتْ مصاعباً
وإنْ أَبْكَتْ محاجرا شابت اهدابها
وان شحت اجمل خطاها حين مكرمة
عن جميل كان في المنال
لو أتْقَنَتْ حسابها
لكنما الايام … حين تدير ظهرها
تُفْنى متاعباً في الملمات
و مَنْ كانوا اصحابها
إِيهٍ لأيامٍ خطفن شبابها
وهي تحنو اليوم قرب نافذتي
تمر مرور السحاب
بين صحوٍ منمق ٍوضبابها
يغزو جمال رغبتها
و يُسْدِلُ ستار الحب
على مفاتن اربابها
فلا كنا ولا كانت
اعزاء رحلتنا
واغلى احبابها
وما اكثر من مروا شواهداً
ياخذون دروساً من سيل عذابها
وقد شاب الغموض كثير مفاصل
الا في عزة نفس ٍ …قدر انملة ما شابها
د.فاضل المحمدي
بغداد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق