بوحي الذاكرة
و تغمرني الأحزانُ بنكسةُ الدنيا
جبلٌ من الهمومِ بثقلها كأنها الكوتُ
فأنا صاحبُ الدمعِ متعبٌ بحزني
فيا لعارُ الجرحِ يأبى بهِ أن يموتُ
دمعٌ يرتشدُ بالمقلِ دربه كلما دنا
كسرٌ بالروحِ يجاهدُ و الألمُ جالوتُ
وحالُ الدهرِ بلثمِ القومِ كيفَ أسدهُ
إذا دارتْ الأيامُ كلها و كأنها حوتُ
مالها علتي حينما تحملني المآسي
هجرٌ يبارح ُو غربةٌ بالعمرِ منحوتُ
لا نبضٌ يطيبُ بذاكرتي و لا الليلُ
يسعفني فالقلبُ حالهُ كقبرٍ منكوتُ
هذا العمرُ بالهمِ ما راقَ لهّ الزمانُ
و لا الحزنُ طابَ لهُ و لا السكوتُ
فليس لي من حسنُ الحياةِ كسبٌ
لا قمرٌ تطلُ ببسمتها و لا ياقوتُ
و لا فجرٌ يشرقُ من نهدِ من أحب
و لا بقربُ الأهلِ لي منزلٌ و لا قوتُ
و إذا كانَ للزمانِ راحٌ بقتلي فهذا
جسدي لهُ بحضرة الموت الحانوتُ
فما بين الحياةِ و بين قلبي عداوةٌ
حربٌ يبرحني بسيف جبارٍ هاروتُ
و كلما جئتُ للنجاةِ أعدُ بالأماني
أرى بكلَ المقابرِ لي و كأنها بيوتُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق