الخميس، 28 سبتمبر 2023

مولد الهادي / بقلم / محمد حسام الدين دويدري

 يا مولد الهادي

محمد حسام الدين دويدري

 
آنستُ فيكَ تيقني و توحّدي
و عرفتُ فيكَ الصبر بعد تكبّدِ

يا مَنْ إلى ذكراكَ أشكو حيرتي
من أمر جرحٍ لاهبٍ متوقِِّد

ِضاقَ الفؤادُ و شفَّ روحي أنني
أحيا حياة الهائم المتبدّد

ِتلهو الشظايا بي فأهلك دونها
و أرى لهاث الخلق بعد تَسَهّد

لأعود من أرض الصدى مستغفراً
بابُ الكريم نداء كلّ موحِّد

ِفأهيم شوقاً في مواكب جنّةٍ
ترجَى لعبدٍ تائبٍ متعبّد

إني؛ رسولَ الله؛ ألجم حيرتي
بالذكر و القرآن بعد تشهّد

و أزيل من صدري الظلام بعبرةٍ
تنساب في ذكر الإله المُنجد

ِصلّى عليكَ الله يا أملي و يا
سند الضعيف و يا مفاتيح الغد

إن كنت أكثر حسرةً تجتاحني
فلأنّ بي حسّاً و لم يتبلّد

أدعو الرحيم و ما سوى رحماه لي
غيثٌ يزيل الهمّ بعد تنضّد

النور في عينيَّ لولا فضله
شلّ الظلام سبيله الخصب الندي

و القلب فيه بصيرةٌ أسمو بها
عن سيل جائحة الذنوب و أهتدي

لولا الهدى تاه الجَنانُ وضاق بي
عيش الكرام و صرتُ كالمتشرّد

أحيا حياة المذنبين مقصِّرا
في كسب نور الله بعد تردُّد

ِيا ربّ يا ربي أجرني و اهدني
إني إلى رحماك ممدود اليد

هذا طريقي في رضاك أُعيذه
من كلِّ خطبٍ موحلٍ متمرّد

فاجعل مدى عمري ربيعاً مزهراً
و امنن عليَّ العفو بعد تجلّدي

و اقسم لي البشرى بحوض محمّدٍ
و اجعل لساني الحقّ و ادعم مقصدي

يا مولد الهادي إليكَ تحيةً
كم تعشق الأكوان ذكر محمّد

مَنْ زانه خُلُقٌ عظيمٌ إذ سما
عن كلّ شائبةٍ فنعم المهتدي

عَصَمَ الإله جبينه و سما به
و لغير عزّة ربه لم يسجد

فيه الفصاحة و الريادة و المنى
و هو الشفيع العدل يوم الموعد

.....................
28/01/1998
من مجموهة: عزف على قيثارة السحب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق