دروب الـشــــــوق
بقلم/الشاعر احمد احمد العقيلي
تبّدّى النور من وجهه وضوا شرقها وغروب
ونور الصبح قد اسفر ولاح السيف من غمده
ورود ابيض بتتمايل وكفه باالحلا مخضوب
تورد حُمــر اجفـانــه وبان الزهر من خــده
شذى والمسك والكافور في انفاسها مصبوب
وكل الكون يتعطـر بنـسنــــاســة ومن نّــــدّه
عسل من ريقها صافي وله خلف الشفايف نوب
يهيم من ذاق عنّــــــابه ويثمل من يذوق شهـده
رماني سهم اعيانه وسهمه صاب قلبي صوب
تمّلك كل مافيني وأمــري صـــار فــي يّــدّه
عشقته عشق هستيري واصبح لي هدف مرغوب
زرعته في شراييــنـي وكلـي لــه فـدا كــبــده
فؤادي ذاب من لحظه وعنده خاطري مجذوب
رفيقي هو الذي اخترته وقلبي لـه قطع وعــده
معه واعيش من اجله وطول العمر له مصحوب
ويبقى نبض في صدري يسوي ايـــش ما وده
انا ماشفت مثله قط لا في الشام او نيـروب
جمـاله قد تفـــــرد بــه وقلبي صار من جنــــده
جمال الأرض في شكله وحسن الكون له منسوب
تسلطن في تفاصيلـه وحاز الفـن مـــن مهـــده
امانة يادروب الشوق دليني على المحبوب
عسى قلبي يشوف اللي عليا طال في بُعده
سألتِك ياسحاب الشوق غيثي قلبي المتعوب
وبّلّي ضيق وجداني ودفي القلب من برده
قسى بي الهجر عذبني وعذّب قلبي المنكوب
وناررر الشوق لهاّبة وفي الأعماق مشتده
اسير الشوق بعثرني وخلاني اعيش مكروب
وكل الناس من حولي ودونه عالمي وحده
انا صابر على هجره كما صبر النبي ايوب
وذكره ما يفارقني وفكري دائما عنده
عليه العين تسألني ودمعتها مطر مسكوب
وجف الدمع من عيني وجفني ما هنى الرقده
بدونه عشت مستوحش أساير فرقته مرعوب
ومتحمل عنى بُعده وقلبي كم يكون جهده
نظام الكون متلخبــط واصبح كل شي مقلوب
ووضع الأرض متعقد وهجره سبّــبّ العُقــده
انا من كثر شوقي لـــه احس اني خلاص شاذوب
وانفاســي بتتضـايـق ولي نهده وراء نهـده
عشقتــه لاتلومونـــي ومن حبه حرام مااتوب
وكيف ارتاح من دونه وهو لي الطب والنجده
انا حبيت من قلبي وشوقي له كما يعقوب
فقد يوسف وعنه غاب وطال البُعد والمـده
ومهما غاب محبوبـي وكلي في هواه مسلوب
عترجع لي تفاصيلـه واذوق الشهـد والزبده
ونفرح يوم بـ اللقــياء ويبقى لي قدر مكتوب
واشم ريحه واتعافى وقلبـي يكتمل سُعـــده
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق