الثلاثاء، 9 ديسمبر 2025

عيدٌ ولكن / بقلم / سوسن إبراهيم

عيدٌ ولكن

عيدٌ أتى والليلُ يخنقُ أدمعي
والروحُ تـرجفُ والحنينُ مُوجَعِ
ضحكُ الصغارِ ملأَ الدروبَ بهجةً
لكني وحدي في الدُجى لم أُبدِعِ
كلُّ المرايا تُخبرُ القلبَ الذي
ما عاد يفرحُ بالهدى والمجمعِ
يا عيدُ ما لكَ لا تُعيدُ أحِبتي
ما عاد صوتُهمُ يجيءُ لمسمعي
أينَ التي كانت تزيّنُ بيتَنا
وتقولُ: حلَّ العيدُ يا مُتوقّعي
وأبي؟
أما زالَ العبيرُ يغيبُ إن
غابَ الترحّمُ في دعاءٍ خاشعِ؟
غابت ملامحُهم وظلّ حديثُهم
نبضاً يمرُّ كأنّهُ متقطّعِ
عيدي غريبٌ لا أنيسَ بقربِهِ
وحديثُهُ مرُّ الشجونِ مُفجِعي
لو كانَ في العيدِ الرجوعُ لحضنِهم
لخلعتُ عن قلبي رداءَ توجّعي
لكنّهُ زمنُ الفِراقِ إذا أتى
لا يُبقي منكَ سوى الرمادِ الأوجعِ
ما العيدُ إلا لحظةٌ محمومةٌ
تمضي ويُبقي طيفَهم في موضعي
يا ربُّ.لا تحرمْ فؤادي لذّةً
إنْ عادَ عيدٌ فيه طيفٌ مدمعي
وابعثْ لمن سكنوا الجِنانَ تهانياً
من قلبِ مكسورٍ بآهٍ موجعي
د.سوسن إبراهيم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق