السبت، 1 فبراير 2025

دعوة للتفاؤل / بقلم / محمد فوزى

 دعوة للتفاؤل

قد يأتيك يوما تجد نفسك فيه وحيدا. ضعيفا مكسور الجناح تشعر أنك فقدت فيه كل شيء كان يشكل أركان حياتك الأساسية ، و لا يبقى لديك شيئا سوى عزة نفسك ومكارم اخلاقك التى بوجدانك و معرفتك التامة انك كنت دائما صادقا و أصيلا
و أنَّ ما يحدث لك الآن رغم قسوته كان لابد أن يحدث حتى تتحرر من الوهم الذي كنت سجينا له لسنوات طويلة ،!
ربما كنتَ تعتقد أن ذلك المنزل الذي كنت تسكنه هو مأواك الآمن ، و أولئك الناس هم احبابك ، أو أولئك الاصدقاء هم اعز ما تملك ، أو تلك العائلة هي سندك ، أو ذلك الحب هو توأم روحك الى الأبد …و فجأة تتضح الصورة ، و تكتشف انك كنت مغيبا و مخدوعا ، و كأنك تستيقظ من سباتك على ضربة رأسٍ مؤلمة تجعلك تدخل في صدمة ، و ترحل وحيدا رافضا التذلل أو الضعف أو حتى السؤال : لماذا فعلتم هذا بي و أنا من حملتكم بين نبضات فؤادي!؟ ترحل ضعيفا ورغم ذلك عزيزا ، لا تسأل مساعدة أحد و لا تبحث عمَّن يضمد جراحاتك…تحمل كل كسورك و ندوبك و حرقتك و انفجاراتك بقلبك و تنهار باكيا أمام باب الحق الذي لا يترك حق أي مظلوم يضيع ، و تسأله أن لا يتخلى عنك بعد أن تخلى عنك الجميع.
و في وحدتك تظن انك ضعيف لكنك أقوى مما تتصور ، انت تضمد جراحاتك وحدك ، انت تدرك ان طيبتك ليست عيبا ولكن تتعلم انها فقط لمن يستحق ، انت تكتشف في ذاتك كل القدرات و القوة التي لم تكن تراها أو حتى تعلم عنها شيئاً و انت مُقيد و مغيب في علاقات سامة روضتك على الضعف و عدم الثقة في نفسك.
وفي اكثر لحظات وحدتك و وهنك تكتشف كم انت قوي لأنك رغم الضعف لجأت فقط إلى باب الله ولم تلجأ الى أحد غيره ، و بدوره لم يخيبك ، رافقك في لحظات شفاءك و كان معك حينما أشرقتَ كشمسٍ ساطعة منبثقة من قلب العتمة .
انت لا تولد من جديد إلا حينما تصدمك الحياة صدمة العمر و تضطر ان تقاتل وحيدا …تقاتل خوفك ، ضعفك ، هواجسك ، حاجتك الى سند …و عندما تجتاز هذا الامتحان ، فلا يوجد اي انسان على وجه الارض يستطيع اختراقك …لأنك تصبح مستقلا بذاتك ، متعودا على وحدتك ، واثقا في نفسك ، لا يغريك اي شيء ولا تضعف امام أي شيء أو انسان …تصبح ذلك الشخص الناضج الجميل الروح الذي قهره الزمن و لم يغيره ، بل عَلَّمه فقط كيف لا يتنازل عن حقوقه و كيف لا يُهدر طاقة روحه الجميلة مع الارواح المُظلمة ، و كيف لا يقبل في حياته الاَّ قلوبا تحمل بداخلها نفس النور
بقلم / محمد فوزى



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق