السبت، 11 يناير 2025

في قلبِها هَوَسٌ / بقلم / فاضل المحمدي

 في قلبِها هَوَسٌ

تحملُ الظنَّ على محملِ الجِدِّ
وتشكو غدرَ الزمانِ بها
وكلُّ مُختلِفٍ عندَها
بغايةٍ لا تَسْمُو لنقاءٍ
وإنْ كانَ بغيرِ قَصدٍ
حاولتُ مرارًا أَمحُو صورةَ الحِقدِ
وأفرغَ الظلامَ بنورِ محبَّتي
على مَرأى رِضاها من الوَجدِ
تَبَسَّمَتْ .. كذَّبَتْني بمِزاحٍ من الشَّهْدِ
أعرفُكَ طيبًا وقلبُكَ لا يَفهَمُ حَدِّي
أنا .. وأنتَ سَرابٌ.. وهم وتعدي
والمسافاتُ .. والعَذاباتُ .. والعهد بلا عهد ِ
ثم حَمَلَتْ أشياءَها
تتنقلُ كفَراشَةٍ على أَغصانِ وَرْدِ
تنهَّدَتْ .. واغرورقَتْ دُموعُها
وحاورتْني كأُغنيَةٍ
رَنَّ صداها في لحظةِ البُعدِ
تَعالَ عندي….
كُنْ قريبًا .. لا تدعني وحدي
قبلَ فِراقي … مُحتارَةً بينَ البُكاءِ والسَّعدِ
وَقفتُ أحمِلُ هديَّتي
كَأنَّها رُوحي وهيَ روحٌ بينَ يَدي
رَزَمَتْها.. أعلى أشيائِها
خوفًا عليها منَ الشَّدِّ والعَقدِ
ونَظرتْني
نظرةَ مُوَدِّعٍ بعد جَهْدِ
وتسمرتْ قُوَايَ لَبرهةٍ
ثُمَّ استحالت ْكقَصَبةٍ في وجهِ مَدِّ
وقالَتْ وهيَ ضاحِكةٌ :
تبحثُ عن مِزحةٍ بِرَدّي
سَتأتي غَيري تُشغِلُ فراغَكَ بَعْدي!!
وقلتُ إنِّي بعدَكِ راحلٌ
فمَن أتى بي .. هو قربُكِ المُجدي
وبَعدَكِ لا بَقاءَ لي
سِوى حضورٍ باهِتٍ ليسَ يُجدي
وما ان حطتٌ رحالها
ضاع ودَّها وازداد وِدّي
فاصبح الوصل محالاً
والبعد عنواناً على السهد ِ
د.فاضل المحمدي
بغداد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق