الخميس، 23 يناير 2025

يا عاشقَ الأحداق / بقلم /عمر بلقاضي

 يا عاشقَ الأحداق

عمر بلقاضي / الجزائر
***
عُيُونُ الرِّيمِ تَخطِفُنا فنَمْضِي
على دَرْبِ الصَّبابَةِ صَاغِرِينَا
ونَغرَقُ في الهَواجِسِ رُغمَ شَيْبٍ
يُذكِّرُنا بِفِعْلِ الدَّهرِ فِينا
هِيَ النَّفسُ الغَوِيَّةُ لا تُراعِي
عَنَا الألبابِ تَخْتَلِقُ الحَنِينَا
ألا كُفِّي أيا نفسًا تَمادَتْ
تُجَرِّعُنا المَواجِعَ والأنِينَا
فإنَّا قد شَرِبنا المُرَّ دَهْرًا
على دَرْبِ الصَّبابَة فارْتَوِينَا
تحَمَّلنا الغَرامَ زَمانَ كانتْ
قلوبٌ في المَهَا تَهْفُو إلَيْنَا
وقُلنا يا سِهامَ العِشْقِ مُرِّي
بلا بأسٍ فإنَّا قد هُدِينَا
لقد فاتَ الشَّبابُ بلا جُموحٍ
فلا نَقْفُو جَمالاً يَزْدَرِينا
فإنَّ العِشقَ من شيخٍ ضَعيفٍ
يَؤُولُ إلى الضَّنا و الغَرْغَرِينَا
ألا يا عاشقَ الأحداقِ مَهْلاً
تَعقَّلْ قد عَبَرْتَ الأرْبَعِينَا
فإنَّ العيشَ في الدُّنيا امْتِحانٌ
فَسَقْيًا للتُّقاةِ المُهْتَدِينا
وتبًّا للرِّجال إذا تَهاوَوْا
ورَاءَ هَوَى الجَوانِحِ عَابِثِينَا
فإنَّ اللَّهوَ في زمَنِ الرَّزايا
بَوارٌ في الوَرَى دُنْيَا ودِينَا
وكيفَ لِعاقِلٍ حُرٍّ أبِيٍّ
يَميلُ إلى الهَوَى كالخَانِعينَا؟
وإخوانُ العقيدةِ في عَناءٍ
يُلاقونَ الإبادةَ ثابِتِينَا
سلامٌ للرِّجالِ وقد تَنَادَوْا
إلى دَفعِ اليَ،هُ،ودِ الغاصِبِينا
لقد حَمَلُوا لواءَ الحقِّ حُبًّا
لِوَجْهِ اللهِ يَرْجُونَ اليَقِينَا
فعادُوا بالكرَامةِ والمَعالِي
لقد بَهَرُوا قلوبَ النَّاظِرِينا
شبابٌ ناضِجٌ يَختارُ دَرْباً
عَزيزاً في زمانِ المُرْجِفِيناَ
شبابٌ مُؤمِنٌ يَقفُو السَّجاياَ
فطُوبَى للأباةِ الصَّامِدِينا
سَينصُرُهمْ إله الكونِ حَتمًا
فإنَّ اللهَ يَجْزي الصَّادِقِينَا
***
بقلي عمر بلقاضي / الجزائر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق