الأحد، 24 نوفمبر 2024

مُستَعد / بقلم / نهلة ناصف

 مُستَعد

حينما أجلس وأستمع لمهموم بعد الكثير من الحديث معهُ أجده يلفظ كلمات فَجة تَجعلُني أقف عندها قليلاً؛ لقد سئمت الحياة بكل تلك المعاناة أنا حقاً مُتعب يا الله متي يحين الرحيل، هكذا يكون الرد كلما صادفتنا مشكلة كبيرة او صغيرة أتنسون أن مهما كبرت المشكلة في عينك فحلها عند الله شيءً هين؛ وعوضاً عن التفتيش علی حل تلك المشكلة نهرب إلی الدُعاء علي أَنفسنا بالموت أو البعض يلجأ إلی الاِنتحار ويترك رسالة إلي أَهله ماذا كان بوسعي أن أفعل المشكلة كانت أكبر من قدرتي علی استيعابها، وننسي أنها أرض معدة للبلاء ولم يسلم منها الانبياء ونتغافل عن الآية الكريمة التي تخبرنا بأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها؛ لو يعلم الله أنه لم يكن بمقدورك التحمل بكل تأكيد لم يضع تلك المشكلة علی عاتقك.
تأمل معي عزيزي القارئ في عيد الأضحى عند أخذ الأُضحية للذبح تری كيف وهي تحاول أن تدافع عن حقها في الحياة!! كيف تحاول الهرب من الذبح، البعض يقوم بأنزالها علی مواقع التواصل الاجتماعي للمزاح؛ أما أنا فأنظر للأمر بشكل أَخر كيف لهذا الحيوان الغير عاقل يقدر قيمة الحياة بهذا الشكل ويحاول النجاة؟! كيف له أن يدافع عن حياة لم يكن بمقدوره أن يختار فيها شيء ويجلس منتظراً من يقدم له الطعام والشراب؟! يدافع عن حياة ربما ينسي من يملكه أن يقدم له الطعام والشراب يوم، أو أن يضربه ويتركه في البرد والحر دون أن يُأمن له مكان أمن. لم يكن يملك زمام أمور نفسه وعلی الرغم من ذلك يدافع عن حقه في الحياة؛ أما نحن البشر العاقل لم نعرف قيمة الحياة التي وهبنا الله عز وجل، ولم نَعد كم النعم الذي لا تحصي التي مَن الله علينا بها بل في وقت الشدائد نكتفي بِعد المصائب ونبكي وننسي أن هذا كله من فعل الشيطان؛ أنه يحاول إغوائنا أثناء الشدة كي تصغر في أعيونا الحياة ونلجأ إلی الانتحار، أخبرني قبل أن تيأس وتَكبر في عينك معاناتك وتفقد الثقة في الله عز وجل أنه هو مُنزل البلاء وهو رافعه، هل أعددت الزاد والزواد من أجل لقاء الله عز وجل؟ هل أنت مُستَعد لأن تَمثل بين يد الله وتجيب عن كل كبيرة وصغيرة أحصاها كتابك؟ أم أنه فعل طائش وسلوك أهوج نهرب إليه من مسؤولياتنا؛ وهبنا الله عز وجل الحياة هدية مغلفة بكثير بالنعم ولا يجوز رد الهدايا بالجزع، إذا ثقلت علی عاتقك المشاكل والهموم ردد اللهم أجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر.
نهلة ناصف


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق