السبت، 19 أكتوبر 2024

يا صور / بقلم / سليمان نزال

 يا صور

يا صوْر ُ التي عرفتْ عن قلبي الكثيرا
يا ميناء لفظتي البرتقالية قرب النهر ِ و البساتين
استعانَ الصوت ُ الخاكي برائحة ِ البحر
كي يرى المخيم َ وذاكرة جدتي الخضراء
الجالسة إلى حديث الشهداء تحت أشجار التوت ِ و المواعيد
أطيلي المكوث بدم ِ الطفولة ِ الذاهب إلى معسكر الأشبال ِ في الرشيدية
يا أشواق الناظرين إلى الماء المقدس ِ بقرى الروح ِ و الأنساب
يا صورُ التي أخذتْ دربَ البداياتِ الفدائية من جبين القمر ِ المُشرد
أقيمي الحدّ على النسيان و مدّي جسرَ البسالة ِ بين الضلوع و الشواطىء الحارسة
كتبَ الأرجوانُ قصيدته الأولى على الصخور, فوجدت ُ الطيف الفادي في الميعاد , في ثانوية صور, مع الراحل الكبير الكبير
أنا الذي نظرتُ إلى خيم ِ الجراح ِ المنصوبة فوق البرج الشمالي و الذكريات الصديقة
رأيت ُ إلى نجمة ٍ كانت تدلُّ الحواسَ على طريق الجهاد ِ و تضاريس الغضب
أخبرت ُ قصة َ الحُب ِّ الأولى عن دماء الشهداء ِ و أقمار الحقول السليبة
أنا الذي طاردت ُ خطوط َ السرد ِ الكليم ِ في كفوف ِ جدتي و أبي و المسافات الجريحة
يا صور ُ التي شربت ْ من يدي عصافيرها فوق التلال ِ العاشقة
ماذا تقول سفائن ُ الشوق ِ عن حرب الإبادة ِ المكررة ؟
أعدت ُ الوقت َ إلى العمر ِ الآخر كي أبصر َ الرشقات دفعة دفعة
ترسم ُ خرائط َ خروج الغاصبين من أرض ِ المرابطين في لبنان و فلسطين و الجولان
أطيلي الوقوف بوجوه ِ المرتدين أيتها الصليات المبجلة
أعيدي أسماء الورد و الأشجار و الينابيع و البيوت إلى أصل المفردات الباسقة
كجبال ِ الكرمل و عامل و قاسيون و نابلس و القدس الشريف
يا صور التي صمدتْ بوجه الإسكندر المقدوني لن يمر الغزاة
بيديك يا حبيبتي تنسجين أثواب َ العشق ِ و الضوء و الحياة
لن يمر الغزاة ..ما زال للنهر ِ الباسل قاموس الخصوبة و الرد والدفقات
يا برج صحوتي بين نراجس زهرة و سعاد..ما زلت ُ أمسك ُ غيمة َ الشعرِ بيد ٍ غير مرتعشة
استعان َ الحرف ُ اللوزي بجذر أشجار ِ الزيتون و اليقظة المحاربة
و لي َ غزالة تقرأ الكلمات عيناها و تتحدثان عن الحرية ِ و رسائل الهدهد و زوال الكيان
ماذا قالت الأشداء ُ للبوح البنفسجي و طريقة طهو الشورباء على نار الترقب والغيرة !!
أنا في صور يا أيها الوله الزنبقي , أعانق ُ سيرة َ الأبطال ِ و أزودُ ذاكرة َ القبطان بمياه الحكمة ِ و النفير
لن يمر الغزاة يا غزة المآثر و الملاحم و تجليات الرفعة والتكوين و الكمائن المتقنة
يا صور التي تركت ْ في قلبي الكثير الكثير
إنما القول للساحات...لن يمر الطغاة, لن تمر عناكب السكوت ِ الرمادي ..ما زال للصقر ِ أسراب و أسرار و نيران مُبصرة
سليمان نزال


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق