الثلاثاء، 8 أكتوبر 2024

دموعٌ / بقلم / سناء شمه

 دموعٌ على أجنِحةِ الغُربَة

دَعْ عنكَ يافؤادي آياتِ القحطِ المخبوءةِ
خلفَ سُحبِ الهموم
يا مَن شَطَرَتكَ أقاليمٌ من دُخان.
دَعْ العاتياتِ المُثقلةَ بأسفارِ النجوم
كم ناحَت في ذراريها مواسمُ من أمطارِ
لم تُنبت بذورَ عِشقٍ
أو تَتبَضّع من فَصلٍ الكروم
كأنّ تجاعيدَكَ خُطَّت بأصابعِ الأقدار.
هذي الطير محشورةٌ خلفَ السراب
كَمثلِ أنفاسي تَتضوّرُ من شُحٍّ
ما أغناها قَدرُ أنمُلةٍ من إغفاءة على وسادةِ الأحلام.
مَن لأجلِها يَتسوّرُ المِحراب؟
يطمرُ من حولها ثكناتِ الخراب
دَعْ عنكَ أكاذيبَ الأشعار
وكثيراً من أقنعةِ الرماد
تجوبُ شوارعَ العاشقين كآلاف العساكر
ماذا جَنيتَ من رُطبِ الهوى؟
وفي بيوتِ الخُبزِ طاحونةُ تنهيد
تُعطي الرغيفَ لأرواحِ المقابر.
أمسيتَ محموماً بِِرِداءاتِ الرِثاء
من حولِكَ حِصارٌ أحرقَ الياسمين
ومواقيتُ الفجرِ كأنها خرساء
لم توقِظ الجِفنَ الحزين
إذ يستفيقُ على مطرقةِ السَجّان
ينتَعِلُ مِزلاجَ الخطيئةِ
يُسَوّقُ العَتمَ في سَفائنٍ عُريانة الشِراع
ليسَ في جُعبته غيرُ أكفان.
أفِقْ يا فؤادي المَغدور
لم يَعدْ ضِرعُ الأماني يَدُرُّ الشَهدَ المَكذوب
في غِمارِ الليلِ الطويل
ولا مناديل الصُبحِ تمسحُ غبارَ وَجدِكَ العليل
بل دموعٌ تتهاوى على أجنِحةِ الغُربَةِ من بعيد
وموتٌ قادمٌ جديد.
كنتَ فؤاداً مُخمّراً في أحضانِ الشوق
تُطالِعُ عيونَ الكرى في مُدنِ الحالمين
تَمجُّ القيحَ من شِفاه الأوجاع
عَلّكَ تَفرُّ من قيدِ الغابرين.
يا وَلها.. يا أملاً لآخر سُنبلةٍ من حصاد
هل تراكَ تملأُ كؤوسَ الشوقِ من نواعيرِ الهوى
وتَنتشي بأقداحٍ من عينِ أيوب
لا تكسرُها يدُ العابثين
حينَها أقولُ
ألفَ هَيتَ لكَ يافؤادي
وأنتَ تجتاحُ جنونَ الريح
وتُفتّحُ لديكَ سبعةُ أبواب
مِن بعدِها براءةُ قميصٍ لَطالما قُدَّ مِن دُبُرٍ
مُذ تَكشّفَت به الأسرار
فَمرحى لكَ، ماتَ العزيزُ
لم تَعدْ كَنفوقِ راحلةٍ
قد مَزّقتَ أغشيةَ الذبول
وانزَوَت لهواكَ منازلُ الأقمار.
بقلمي /سناء شمه
العراق


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق