السبت، 5 أكتوبر 2024

آمري لله / بقلم / فاتن دياب

 همسة صباحية(٣٢)

آمري لله
فوضّت أمري للّه فيما حدث ويحدث لنا.
قلوب تتآوه وعيون تذرف دموعاً لا تعرف ماذا تفعل؟
لماذا حدث لها ما حدث؟
أفعلت شيئاً تستحق العقاب عليه؟
أين تذهب ولمن تلجأ؟
أهو غضب أم هي تجربة نصل من خلالها الى بر الآمان ونختبر مدى صبرنا وإيماننا.
لكّن إذا فكرنا ملياً، ضعفنا وخوفنا لا يتعلق بالإيمان بل ببنيتنا الشخصيّة والنفسية، تتعلق بأعمارنا وتجاربنا، تتعلّق أيضاً بقدرتنا على إمتصاص الأحداث والقيام بردود أفعال متزنّة
ورزينة.
أنهّا المرة الأولى بعد بدء الأحداث التي لم أستطع خلالها أن أكتب حرفاً، هذا إذا لم آخذ بالحسبان المحاولة التي كانت تهدف للتعبير عن حزني وخوفي من الفراق، فراق من كان مصدراً للآمان والاستقرار، والمقصود به على صعيد البيئة والمجتمع ككل.
للمرة الأولى أستطيع الاعتراف بأني لم أكن أصدّق أنّ شخصاً واحداً يغيّر معادلات برمتّها ويؤثّر ببيئةٍ ليست المحلية فقط بل إقليمية،لا بل دولية .
أما الآن ومن بعد أن توالت الأحداث الحزينة،ومن بعد أن حدث الفراق ،أشعرأنني أصبحت مكشوفة بدون غطاء،الآن شعرت أنّ الهزيمة والموت أصبحا قريبين.
أصبّح همي الوحيد وشغلي الشاغل ،أن أجول الطرقات لعد المباني المهدّمة والطرقات التي يملأها الردم،أجول الطرقات باحثة عن أحدٍ لا يتشح بالسواد،أحدٍ يتمتع براحة بال،أو تملأ الابتسامة فمه وتعلو الألوان ملابسه.
أحب أن أقول لكم: " أنّ الابتسامة أصبحت غالية جداً في وطني ،وأصبحت راحة البال أغلى،وأصبح السلام مفقود".
"فاتن دياب"
لبنان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق