السبت، 31 أغسطس 2024

سيدة ويست منستر / بقلم / حسني محمود إسماعيل

 حسني محمود إسماعيل

سيدة ويست منستر
واقف غريب الذي تخطي الخمسين عام محني الظهر أمام محطة الأندر جروند (مترو الانفاق) في محطة ويست منستر المطلة مباشرة علي ساعة بيك بن وعلي نهر التايمز في وسط مدينة لندن الساحرة
وإذا بسيدة جميلة فاتنة
وجد فيها كل ما حلم به. تتحدث اليه هل يمكنني مساعدتك ياسيدي فتبسم لها
شكراً لك سيدتي
فأمسكت بيده واتجهت لتعبر كوبري ويست منستر وتمشي في الاتجاه الذي يريده ولكن دون أن يطلب منها هو ثم تهبط به من أعلي الكوبري متجة الي عين لندن وهي عبارة عن عجلة تلف لاعلي من يصعد فيها يرا كل مناطق لندن وتتجه الي مقهى ماكدونلز وتختار المكان الذي عشقه وهو في حيرة من أمرها
تسمحي لي ياسيدتي كيف تعرفين كل هذا عني
السيدة عذراً سيدي أنا لم أعرف عنك أي شئ
انا لم أعرف حتي أسمك الكريم
قال: ولكن أنت ياسيدتي فعلت كل شئ لي ولم أطلب منك شيئاً
قالت له: كيف ياسيدي
قال: كيف عرفتي إنني قادم الي هنا.؟
قالت: أنت ياسيدي شيخاً عجوزاً ومعروف أنكم تحبون الاماكن الهادئة وشرب القهوة
فشكرها علي أي حال
ودعاها لفنجان قهوة
فاعتذرت له لضيق الوقت فنظر الي ساعة بيك بين التي تشير الي الرابعة عصراً فوعدها فقط فنجان قهوة فجلست ثم وضعت نظارتها علي عينها وغريب يريد أن ان ينظر الي النهر وساعة بيك بن
المنظر الذي يعشقه من أكثر من خمسة وعشرين عاماً
والسيدة تحاول أن تجلس حاجز بينه وبين المنظر وكلما فكر في فكرة تسبقه فأخذ ينظر إليها وهي تنظر اليه لكنه يرتجف من نظراتها فجمع قوته هل تقابلنا من قبل سيدتي ؟ وتنظر اليه ولم ترد ويصمت
ويقول في نفسه ربما عملنا معا في عمل ما من زمن فات فتهز رأسها أى لا ثم يقول في نفسه أيضا
ربما تقبلنا في ملهى ليلي
وجاءت معي أو ذهبت معها فتبتسم بنظرة ساخرة حزينة وتهز بكلمة لا. ثم تنظر اليه بنظرة حادة قد جعلته يلعن نفسه أن دعاها لفنجان القهوة وأخذ الصمت والقلق ينتابه واذا بها تتكلم من اللغة الانجليزية الي اللغة العربية بنفس اللهجة
نعم انها لهجته هو نبرة صوته لسة اقد ايه ياغريب فارتجف قلبه من حدة نظراتها من حدة صوتها اة يالهي
من انت ياسيدتي وكل ما ينظر اليها تضعف ويتحول جمالها رويداً رويداً من انت من انت ياسيدتي استحلفك بالله ياسيدتي من انت
وتأتي سيدة اخري انها توأم السيدة الاولي وينظر اليهم والسيدة تضع نفس النظارة ولكنها اضعف منها بقليل وينظر إليهم وقد يجن جنونه
بالله عليكم من انتم فيضعوا النظارة من علي وجوهم واذا به يسرح في خيال بعيد
نعم انهم هم يرأهم معه منذ ان حصل علي التأشيرة
إنه يراهم معه في الطائرة يراهم في كل عمل جديد في كل محطة قطار يراهم في كل ليله من ليالي السهر
في كل يوم من أول أيام الأسبوع من انتم فتقول السيدة الاولي انا احلامك الجميله ولكن أنت الذي دمرتني وتقول السيدة الثانية أنا شبابك وقوتك اللي باستهتارك دمرتني
وحضنا بعضهم البعض
ولملموا ما تبقي منهم وعادو للوطن وعاد هو غريب الغربة غريب في الوطن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق