يحترق
كل جمال ان كان جفاؤه
ممن به تثق
كشجرة
يعتريها الخريف
فيساقط الورق
و من بين الركام
لا غرابة
ان رأيت الورد ينبثق
لو كان ما يتسلل في مساماتها
حباً نقيا ً مابه نزق
و ان كان لمارق
بعض النوايا
تفضحه المرايا
ومرايا السنين لا يأكلها القلق
فترشح الاواني ما بها
و تسدل ستائر الالم
بما يجول
والصمت فيه ما ينطق
ان الحدود غير محددة
لكن الصبر ينغلق
فتدمي الحروف صحائف لوعتها
نزف هادر يتدفق
لا يشكو مرارة نكرانها
بل كل نازفة
ضننتها ولت برتقها
تغور باعماق اساها و تَعْلِقُ
كأن خلايا الروح تبعثرت
مختلف نسيجها ولا تنطبق
فلا كل نائبة لها اثر
ولا كل ضاحكة تتألق
فتمشي نحو لا يلتفت مسافرا
الا وقد غاب عن محطاتها
مما تموت لها الارواح وتعشق
مريبة اسفارها في وحشة
يحيطها الاغراب
كأنهم ممن سَبِقوا
او كأنهم مختلفون
بهم مما تعاني … بل اعمق
ملامح تشبه ملامحاً
يعيبها جراحاً
يطفو عليها حزناً
فتغرق
مبحرة سفينة المبعدين
إلى وطن
لا يخشى رحيلهم سفّانها
فكيف لصبرها المفقود
أن يقوى ويتعملق
اوهنها شابت جدائلها
و صباها شمس لا تكاد تشرق
سوى اصداء لائمة
تلوم وسُمّاعِها يستغرقوا
كالمجون لا ترعوي
رعاة الريح
لا يجنوا ثماراً
و لا يَسْبِقوا
د.فاضل المحمدي
بغداد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق