بكفرِ النوايا
و يغمرنا البؤسُ باليقينِ فتكسرنا
أضرحةٍ قد تلاشتْ برحيلها ببكايا
و العمرُ كالجحيمِ يرقصُ بوجعهِ
فيستبيحُ حالي زمنَ الموتِ برؤايا
المهالكُ تدنو بالشركِ بركنُ الظلامِ
و يسلو الوجع بمرهِ بكلِ الحَكَايا
قد تهاوتْ من العمرِ كلُ صبحٍ
و تكاثرتْ بجسدي طعنُ العِدايا
ذاكَ الأمسُ و هذا الحاضرُ الأليمُ
كيفَ نحملهُ و ثقلُ الدمعِ بالقنايا
فتهدُ بأوصالِ الدروبِ و تقطعها
طعناتٍ كالسربِ تأتي إلينا كشظايا
و مازلتُ بأحزاني أجرُ مرَ السنينِ
تائهٌ معتوه يهربُ من جلِ الكبايا
قد أذاقَ القلبُ الويلَ لألفِ قرنٍ
كسرٌ بليغٌ و مرٌ راحَ يبرحُ بالأسايا
حيناً يرهقنا الصبحُ بفجرٍ مقتولٍ
و حيناً ترجمنا الشياطينُ بالنكايا
إن كان للنجاةِ طوقٌ قد نالها اللثمُ
فليسَ لنا نجاةُ من الموتِ بالمنايا
فعلى كفِ القرابينِ لنا ألفُ وجعٍ
و أرواحٍ زهقتْ مقتولةً في الخلايا
هو الظلامُ قد دارَ بالقدرِ يحجبنا
كربٌ بكلِ حينٍ و نارٌ يعلو العنايا
و الأيامُ الكاسراتِ بمرها قد دارتْ
شركٌ راحَ يلهو بالعمر بكفرِ النوايا
ببؤسِ الحياةِ تحاصرنا مواحشها
قهرٌ يعنُ بالقلوبِ و حزنٌ بالأنايا
قد نهتُ الجدرانُ منا كلَ غربتها
و إستباحتْ الأرواحُ بثوبُ الخبايا
حتى غدونا نشكو الزمانَ بأجلٍ
و كأسُ السقمِ تدنو بمرِ الخطايا
مالهُ الدهرُ البغيضُ راحَ يخاصمنا
فكلما وقفنا أطاحَ بشرِ الدنايا
أناجي بصلاةُ الطيبِ كلَ وحشةٍ
و أندبُ منكسرٌ بالحظِ كلُ المرايا
هذا الليلُ كم دارَ بسقوطنا موهناً
لا شمسٌ نبصرها ولا رحمُ السمايا
فعجبي لتلك الأقدارِ مالها ترنو
بخيبتنا و راحتْ تحشرنا بالزوايا
إذ كانَ للعمرِ من الأقدار ما يهدنا
فلما نركضُ خلفَ السرابِ كالدُمايا
نرمي بالصباحاتِ من عمرنا شغباً
و نتلو بالأحزانِ دموعاً في البلايا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق