الجمعة، 1 مارس 2024

أسميتُها أشرقت / بقلم / نهلة ناصف

 أسميتُها أشرقت

أشرقت حياتي بوجودها ...
أشرقت حياتي بجود حنيتها ...
أشرقت حياتي بدلالها ...
أشرقت حياتي بخفة حضورها ...
أشرقت حياتي بوجودها مثلما أشرقت الارض بنور ربها.
كان زوجي من الصعيد وحينما وضعت مولودي الاول ومر أسبوع وهل الاهل والاصدقاء من أجل التهنئة بالمولود الجديد وبعد اكتمال الحضور خرجت أنا وزوجي والمولود والكل في لهفة لكي يعرف أسم المولود واتفقت أنا وزوجي أني من يعلن أسم المولود؛ ها يا ولدي أخبرنا ماذا أسميت هذا الصبي؟؟
نظرت إليها بحنان وقلت لهم بتفاخر أشرقت أسميتُها أشرقت؛ علت الصدمة وجوهم واتشحت بالسواد وبدأت تتسرب الهمهمات من بين النساء عيني عليها يا مخلفة البنات يا شايلة الهم للممات وقال الرجال أن لم تنجب له صبي يتزوج باخري أخذني العجب والالم لكم تعاسة النساء منذ الميلاد ودار في خلدي كل تلك الكلمات ودوت صرخة من أعماقي أسكتت كل تلك الهمهمات ما بهم البنات ألم تكن أمك وزوجتك لماذا لا تريدونها أبنة يا لتعاستنا منذ ميلادنا ونحن نسمع أن البنات هم وكانو قديماً يقومون بود البنات، وتزوج مثني وثلاث ورباع، وأن كيدهن عظيم، والرجال قوامون علي النساء، والنساء ناقصات عقل ودين هذا فقط جل ما تعرفونه عنا حقاً!! هل عرفتم ايضاً إن النساء كالقوارير وتجرحهم أقل الكلمات، هل سمعتم أن ما أكرمهن ألا كريم وما أهنهن الا لئيم، هل عرفتم أن من أحسن تربية أبنته وزوجها كانت سبيله للجنان، هل سمعتم بوصية رسول الله استوصوا بالنساء خيراً، ألم تعرفون أن الاتقياء يكافئون بالحور العين بالجنان بلا؛ هل عرفتم معني القوامة قبل الحديث عنها، هل عرفتم شروط مثني وثلاث ورباع، هل تعرفون لماذا نحن ناقصات عقل ودين ولا فقط كلمات تجرحوننا بها وترددونها بدون وعي؛ أنتم بدوننا لا شئ ونحن بدونكم لا شئ الاكتمال بكلانا وأعلمو أن كلام الله عز وجل حق حينما قال في سورة الشوري " يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذُكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً " أن كلاهما رزق وهدايا ومنة من الله عز وجل علينا ولا يجوز أن ترد الهدايا بالجزع والرفض لذلك أسميتُها أشرقت وسعيدة بوجودها.
نهلة ناصف


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق