الأحد، 11 فبراير 2024

على رصيف الحلم / بقلم / مصطفى محمد كبار

 على رصيف الحلم

كان سواداً يجمعنا
من أمام الريح
فحملنا كالغبار لأماكن أكثر
إنكساراً
لم نكن نعلم ما الذي
جرى لنا
و ربما كان ضباب الجن
و الأشباح
فإغتالتنا الصدمة بنصف
دقيقة
و تبعثر كل شيء من حولنا
مع الذاكرة
هل كان حلماً موحشً
أم كابوساً مزعج
للغاية
كنا هناك لوحدنا على
شاطئ الأحلام
كنا ننتظر أن نتعانق
أكثر من اللزوم
و كانت الفراشات ترقص
من حولنا رقصة
العشاق
كان الوقت مسائاً بلونه
الأزرق
فكلما جئت أقبلها اختفت
بين يدي في الهواء بلمح
البصر
و كأني أمارس قبلة الحب
مع جنيةٍ عابرة
كانت بحضني تمسك بيدي
و تشدني إليها أكثر
فهمست لي بشيءٍ غريب
و هي خائفة
تكلمت بلغة إمرأة من كوكبٍ
آخر
كان الكلام غير مفهومٍ
تماماً
انتظرت لوقت قصير حتى
أنهت همسها القصير
رأيت فيها ما يجعلني أعشقها
أكثر من الحب ذاته
تمعنت بعينها و صفنت
طويلاً
كأني شربتُ خمور الحالمين
و سكرتْ
ضميتها أكثر إلى صدري ثم
أكثر
فأحسست بالدوران من الرغبة
الشديدة
فصارت الدماء تنفجر من
عروقي
و القلب تلهف عشقاً كالمتيم
لآخر الزمان
لم أحظى بفسحة صغيرة
لأراجع الشعور
تحجرت بمكاني من سخونة
جسدها
فسألتها منذ متى و أنتِ
تحضنيني
تبسمت و قالت ...... ؟
منذ تفتحت الياسمين مع
الصباح
قلت إذاً منذ البداية و
أنتِ معي
نعم أجابت بصوت
منخفض
قلت لها فلماذا إذاً
أنا لم أعد أراكِ
قالت لأنك تبقى تحلم
بي و أنت واقفٌ أمام
الباب
و مازلت تنتظر عودتي
من الغياب
قلت صحيح لأن الشوق
يجعلني أفقد صوابي
و ربما يكون الجنون قد
احتال على العاطفة
فغرني الحرمان بصورة
أنثى من خيال
الوهم
يا حب أرجعني إلى ضفة
حلمي القديم
فربما أنجو من خسارتي
و أحيا ثانيةً
أعدني إلى زمن البداية
كي
أرتب اللقاء مع الوردة
بشكلٍ أفضل مما كان
عليه
يا حب أرجعنا إلى مراياك
سلمت يداك
دعنا أن نلتقي بصباح
الياسمين
لنغني لعاشقين نشيد حبنا
القديم
و نرسم فرحاً شديد السعادة
بين أروقة العمر
فكل الأشياء كان مهيئاً
بحلمنا
أريد أن أكون عاشقً
سعيداً
فلا أريد منك ياحب سوى
زمن البداية
فهناك تكون الخيبة أقل
وجعاً
لأنها تكون لم تكمل دورتها
بعد
لننكسر في النهايات محبطين
خاسرين و خاسرين
مصطفى محمد كبار
٢٠٢٤/٢/٦


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق