السبت، 10 فبراير 2024

الأمل / بقلم / رامي بليلو

 الأمل

أود أن أبدأ من الآخر بالقول
/كل أمل هو وهم /
يقول
الكبير سعدالله ونوس
نحن محكومون بالأمل
لكن
لا (سعدالله ونوس) ولا قوله مقدساً
وكل الأفكار قابلة للنقاش كأي نظرية علمية
قد يأتي من يثبت بطلانها يوماً ما
فنحن من المفترض أننا في تطور دائم
الآن
// مارأيكم بالأمل//
ماموقفكم منه
لنحلل معاً ولنناقش الفكرة بروية لنصل الفائدة المرجوة
شخصياً أنا مع الطموح
والذي يختلف كلياً عن الأمل
أن تكون طموحاً
هذا جيد على أن تحول طموحك ل هدف قابل ل التحقيق
شرط أن تستوفى دراسته بشكل علمي وتوضع الخطط العملية للتنفيذ
بعد جمع كل أسباب النجاح لنصل بالنهاية لهدفنا الذي كان طموحاً
سنناقش في مقال اليوم
///الأمل///
كما سمعته من لسان أشهر مدربي الطاقات البشرية والذي أبهرني حقيقة وأرجو أن نحقق الفائدة من المناقشة وتصويب بعض المفاهيم على أن نقيس مفهوم الأمل على كثير من المصطلحات التي نتداولها ونظن أنفسنا نحقق إنجازات كبيرة في حين أننا نؤمن بها لأنها براقة ولم نفكر بها بشكل علمي البتة
ل ننطلق
نحو الأمل
لنتفق أنه
كلما زادت قوتك
نقص التجاؤك للآخرين ٠
ولنرى كيف نعيش بعض الأشياء الهامة بطريقة خاطئة
ومثالنا (الأمل)
فالأمل نوع من الوهم
الأمل غير الرغبة
وغير الطموح
وغير الإرادة
الإرادة مرتبطة بشكل وثيق بالعمل
ومرتبطة بالقوى
أما الأمل فهو شيء مختلف
فإذا تتبعنا كل الآلام التي عصفت بنا
كان سببها أنها مبنية على آمال كاذبة
وكلما كبرت هذه الآمال
كانت المصيبة وحجم المصيبة أكبر
فعلى
مستواك الشخصي
أوعلى مستوى علاقاتك
أو خيباتك أو عاطفتك
أو عملك فالأمل
((يلهيك عن الواقع))
الذي تعيشه أنت.
وكلما كنت واقعياً
بدون آمال وبدون كذب وبدون أوهام
تكون تعيش لحظتك كما يجب
ولنعلم
أن هناك أناس يحترفون صناعة الأمل للآخرين
وتكون الكارثة أكبر كلما كان الأمل أكبر
فالعرب بالجاهلية كانوا (يعتبرون الأمل شر)
وقضية أننا محكومون بالأمل التي قالها الراحل سعدالله ونوس هي كارثة كبرى
فأنت تبدأ بالتطور
عندما تستشفي من الأمل
عندما تعيش حياتك بواقعية
سألخص لكم القصة التالية لنكون أقرب للفهم
أحد الأصدقاء توفي والده بحادث رحمه الله
وكانت والدته تحب الأب (زوجها) بطريقة عجيبة
و خوفاً من صديقي على والدته من هول المشهد لم يسمح لوالدته برؤية والده قبل الدفن
ومن شدة حبها لزوجها وألماً لفراقه وحسرة عليه
لأنها لم تراه قبل دفنه أضحت شبه مجنونة
وهي مازالت تعيش أمل حياة زوجها
ومن عادة الإنسان
أنه عندما يتوفى لك عزيز تراه واقعاً وهو مسجى
كي ينتهي أملك منه
أي أن تعيش الواقع
فكل أحد توفي لك وأنت بعيد عنه مازال حي داخلك
كم مرة سمعنا قائل يقول
لا أستطيع التصديق أن فلان توفي
مازلت أقول أن فلان (المتوفي) أظنه سيأتي ويفتح الباب بأي لحظة
سأورد مثلاً آخر
كم مرة سمعنا عن والد أو زوجة أو أم لأحد المخطوفين يقول
لو تأكدنا أنه توفي كان أهون علينا وعلى ذويه ومحبيه
فكم صعب العيش انتظاراً على أمل أنه سيعود
وكم جافى أعين ذويهم النوم لأنهم يفكرون بهم هل يجوعون يضربون يقطعون الخ ٠
هل تسائل منا أحد كم هول الكارثة التي يعيشونها بوهم قد يصح وقد لا يكون واقعاً
كم صعب انتظار هذا الأمل وكم الخيبة التي تختبئ وراء الإنتظار والأمل هذا
كما أنه يوجد
آمال اجتماعية
وقد تكون عقائدية
ولك أن تتخيل كم الآمال البالية التي ينتظرها الواهمون
(كالوحدة العربية أو الإسلامية أو إقامة دولة الخلافة ) مثلاً
هذه آمال خطيرة جداً
لأن خيباتها مدمرة جداً
هل ترون حجم كل هذه الدماء التي ترونها هي نتيجة هذه الآمال الكاذبة
كل هذه الخيبات والدماء التي نراها هي نتيجة للكذب والبعد عن الواقع
لذلك لادواء ناجع لنا
إلا بالصدق
الصدق
في كل مكان وزمان كل لحظة مع الناس مع أبنائنا مع أهلنا مع جوارنا مع من نحب
صديقة كانت أم عشيقة
حبببة
أخ اخت
أب إبن
رئيس مرؤوس
الصدق
فكل هذا الدمار والدماء والأهوال نتيجة الكذب
فكذبة شعب الله المختار
وكذبة أن الله قدر أن يحكم تلك البلاد الملك الفلاني.
أو القائد الفلاني
أو الأمة الفلانية الخ
هذا الكذب يلحق به هذا الدمار
هذا على مستوى الشعوب
أما على مستواك الشخصي أنت
فالكارثة أكبر من ذلك
تخيل
هناك رواية للعبرة تروى عن الملك داوود أبو الملك سليمان أن أحد أبنائه مرض مرضاً لا شفاء منه
فأصاب داوود
هماً عظيماً وصام عن الطعام والنوم وكل من حوله بات يخشى أن يكلمه
بقي على هذه الحال أسبوع باليوم السابع توفي ولده
فقام من ساعته
استحم وذهب حليق الذقن بعطره المعهود وجلس كعادته بين حاشيته
انبهر القوم وتعجبوا من قوته بالوقت الذي كان من المفروض أنه مهموم حزين على فقده
وعندما رأى ماتقوله أعين المحيطين به
وقف وقال
كنت أحيا أمل أن يمن الله على ابني بالشفاء
لكنه مات أي انتهى الأمل وانتهى عذابي معه
وأتيت وأنا متيقن أني سألحق بابني يوماً ما
طال أوقصر الزمن
وعلي أن أكون حقيقياً وواقعياً بعكس الأمل الوهم
الذي كنت أحياه قبل وفاته
لذلك
أدعوكم أن تعيشوا الأشياء بحقيقتها َوواقعيتها بدون آمااال كاذبة
عيشوا الأشياء بدون انتظار استمتعوا بكلمة ابنتك حين تقول لك بابا لأنها واقع وليست أمل
استمتعوا بطعامكم مع من تحبون أياً كان لأنه واقع
استمتعوا بلحظاتكم التي تعيشونها بدون آمال وكونوا واقعيين
حتى عندما لايعجبنا الواقع ونسعي لتغيره نحو الأفضل
كنوا واقعيين بكل ماأوتيتم من واقعية في حياتكم
ولنستمع لقول الله في محكم التنزيل
( ويلههم الأمل فسوف يعلمون) /ص/
لذلك
إسأل نفسك
ماذا أعمل
ماهي الأشياء التي حققتها
ماهي الأشياء التي أستطيع تحقيقها
كيف ومتى ومن أين أبدأ
ولتكن هذه واحدة من ركائز حياتك
ولتكن الطريقة التي تستطيع أن تكون فيها كما تريد أنت
واعمل على أن تصنعها كما أردت أن تكون
وتيقن
أننا لو استخدمنا العلم والمعرفة والعقل
نحن من نصنع قدرنا بعقولنا
وغير ذلك نحن من نرمي بأنفسنا بالتهلكة ونصنع بجهلنا هذا القدر أيضاً
استنباط الفكرة ومحاكاتها
من إحدى محاضرات التدريب والتطوير البشري
لأول مرة لأن الموضوع أثار إعجابي
النص بقلمي
أنا رامي بليلو ٠٠هولندا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق