السبت، 23 ديسمبر 2023

السراب / بقلم / مصطفى حدادي

 السراب

١~سأتخلى عن طموحي ملاحقا ذاك السراب، فالحلم ما عاد، مثل تخوم غريبة بالسماء، والغيوم تسقط نائمة، تشجب سفوح الإحساس،سأعانق صوت الموسيقى شتاء، بنغمة حزينة ، ما عاد القمر بلسم شعر العشاق، فالإبتسامة تطفو براح الشوق، ونديم الكلمات بذور روتها الدموع، هي بلاد الأحلام فؤاد ممزق، ينعطف بالركن الأيسر عساه ينساق، لمطر أزرق وفراشات نسائم الربيع بين حنين و اشتياق.
٢~سأتخلى عن طموحي ملاحقا ذاك السراب، فالتلال رماح، نائمة على شط الفتيل المشتعل، بكانون الأعشاب، والجداول كأكمام الأشواق، فالأعماق أسرار، شاخ في كل شباب، وأغنيتي حزينة وحيدة تطرب الآذان، بنغمات العشاق كأنها فراق، أعشق و أحب و أموت، هو نداء السجين برداء زخات الشتاء ،أين قطرة ذاك العشق؟ ذاك السراب؟ هل مات.
٣~سأتخلى عن طموحي ملاحقا ذاك السراب، سأنفث ريحا سموما، فالبركان فؤاد ممزق، سأطفئ جدوة نار العشق بالإبتعاد، عسى الدمع لا ينساب، وينجلي على سمائي ذاك السحاب، سأرتشف فنجان قهوتي في الصباح، و أقرأ جريدتي كالمعتاد، وأنا مستلقي فوق كومة رماد الهجر، وصمتي مثل وديعة الحملان.
٤~سأتخلى عن طموحي ملاحقا ذاك السراب، خيمت أسوار الخدلان، كشبح سأتوارى عن الأنظار، بئسا لهذا الظلام، خلد بجريدتي أبرز عنوان{تبا للعشق}، سأمشي حافي القدمين، وأقبع بخلود على أجنحة النسيان، و أكتب قصتي لأحفادي، هي ليالي و أيام، يوم و أمس بكتبان الآمال و الآلام والأحزان
سراب.
٥~سأتخلى عن طموحي ملاحقا ذاك السراب، ما جريمة العشق و العشاق؟ أهي لعنة، تفقر غنى الإحساس، أم ضرب من ضروب الجنون،به يصاب العشاق، حين يتسلل نسيم اللقاء، ثم ينعي الفراق حداد موت العشاق، سأتدحرج داخل كل حرف من حروف الغزل، واثقا من أني أعشق، وسامي قدسية العشق، ولو تخليت عن طموحي ملاحقا ذاك السراب.
بقلمي أبو سلمى
مصطفى حدادي
الرباط المغرب ٢١/١٢/٢٠٢٣


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق