الأربعاء، 20 ديسمبر 2023

تساؤلات / بقلم / محمد حسام الدين دويدري

 تساؤلات على ضفاف الحلم الأخضر

محمد حسام الدين دويدري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دَعْ أمرَ ذاتِكَ فالرداء طويلُ
و قناعُ وجهكَ ناعمٌ و صقيلُ

و ارحل إلى أرض العتاب فضمَّها
في ملك روحكَ فالزمان عَليل

و الدهرُ أضحى كالمُحيطِ ملاطماً
سفن النجاة؛ يذودها فتميل

كم قيل إنَّك تشتري قصص الهوى
برماد نبضك حين كنتَ تجولُ

يا خافقي إنَّ الزمان غدا ثرىً
يجتاحه التغيير و التبديلُ

في كلِّ يوم ٍ يحتسي أُكذوبة
حيث الحقائق في الظلام تؤولُ

و الزيف بات اليوم يجتاح الورى
في عالمٍ قد حاصرته سيولُ

كم قيل: إنّكَ بالمرارة قانعٌ
كم قيلَ: إنكَ خانعٌ و كسولُ

كم قيل إنَّ الأرض تبلع ماءها
بل إنَّ ماء الأمنيات قليل

لا تلزم الصمتَ المبرِّح هائماً
حَسْب الأماني عطرها المبذولُ

فلربما صارت حصاداً عامراً
بالصدق فالإصرار ليس يدول

 
يا صاحبي إنَّ انتظارك للهوى
يغري زمانك بالندى فيطول

فاسعد برحبِ خيالك الزاهي و لا
تركُنْ فجرحك مكرهاً سيزول

سبحان ربكَ؛ فضله أن تنتشي
في غمرةِ الجرح العميقِ عقولُ

فتثور توقظ مقلة النفسِ المليئةِ
بالشواغل فالصباح جميلُ

يا نفسي الظمأى رويدكِ إنني
صَبٌ و قلبي مولَعٌ و خجولُ

يهوى الثرى ويذوبُ في عِشقِ الحِمى
يسمو بي الشعر الفصيح يقولُ

يغري حُسامي بالمَضاءِ؛ يثيرني
كالسيل أغدو جارفاً فأصولُ

وطني عشقتُكَ فاختصرتَ مواجعي
و عرفتُ أني في جفاكَ ضئيلُ

ما قيمة العمر المحاصر إن غدا
متشرّداً يلهو به التأويلُ

متناسياً أنَّ الثباتَ عزيمة ٌ
و الأمنيات مواقفٌ و حُلولُ

يا موطني روحي فداكَ و مُهجتي
فالعمرُ بعدكَ ضائعٌ و هزيلُ

كم ضاق صدري حين حاصركَ العِدى
و النومُ في أرضِ الضبابِ ذُهولُ

فالرَبْعُ باتوا يلعقون جراحهم
و يُخَبّئون الدمع حيث يسيلُ

دفنوا الركائب في رمادِ جلودهم
و توهّموا أنَّ السرابَ حقولُ

فتفاخروا بلباسهم وعطورهم
حيث البَنان منَعَّمٌ وصقيلُ

وتفاهروا بشتاتهم وطلولهم
ومضوا لرقص ألهبته طبولُ

فوقفتُ أرقب جمعهم في حسرةٍ
أنعي وجودي والمقام هزيلُ

أرخيتُ فوق الأمنيات عباءتي
و جلستُ يعبرني الصدى المأمول

و مضيتُ أحلمُ حيث تاهت مقلتي
نَقعٌ و صوتُ عساكر ٍ و خيولُ

و صهيلُ خيلٍ شَقَّ أشرعة المَدى
و أنينُ جرحٍ صارخٍ و فـُلُولُ

يا للزمان و ما احتواه وَ من أنا ؟
فالعمر يمضي و العتاد ثقيل
.............................
الاثنين 15/6/1998
من مجموعة: تقاطعات على شواطئ الحلم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق