الأربعاء، 20 ديسمبر 2023

ثوب الصبر / بقلم / علي جابر الكريطي

 ثوب الصبر

*********
يا ثوب صبر قد عفا يَتَفْتقُ
َهلاّ له في جوف ليل يُرْتَقُ
يسمو الحنين بخاطري لا ينثني
والشوق مني في الحشا يتدفقُ
يا وجه سلمى حين ينظر نحونا
قد كان بدرا في سمائه يشرق
أرنو إلى وجه بريء باسم
يرمي سهامَ الوجدِ فيها يغدق
ولقد شغفتُ وصرتُ فيه متيماً
حتى أبيتُ ولي فؤادٌ شيق
عجبا لطرف قد تولاه الونى
لكنه يقسو ولا يَتَرَفْقُ
هلا أتيْتِ كي يطلَ ربيعنا
فزهورنا من دونك لا تورق
قد عتقت خمر الرضاب بثغرها
ما كنت أحسب للرضاب يُعتَق
إن جن ليلي أو أويتُ لمرقدي
يأتي السهادُ ودمعتي تَتَرقْرق
رحل الشباب وثم راح بريقه
وعفا رحيقه والسنا والرونق
يا ليتها حربي تؤول لهدنة
حتى فؤادي من شقائه يُعْتَق
وينام ملء جفونه بسعادة
ياسيدي ذاك الذي لا يعشق
هم ويطرقُ عند غاسقة الدجى
والروح تأسى والفؤاد يُؤرَّق
أين الكريم لكي نلوذ بعطفه
أين الذي تحدو إليه الأنْيُقُ
ياعود طيب ظل ينفح طيبه
وهو الذي وسط المجامر يُحْرَق
يبقى الكريم يفيض طيبا في الورى
فالورد حتى في ذبوله يعبق
ما كل شخص ترتجيه لحاجة
ما كل باب في الحوائج يطرق
ذو الحس يشقى والحياة طليقة
وكأنه وسط التعاسة يغرق
يغفو البليد على التعاسة حالما
والحر في وسط السعادة يأرق
يحيا الجهول وفي تعاسة عيشه
وكأنه عيش رغيد لائق
هل يستوي الفذ الفريد بفكره
أو هل يدانيه الوضيع الأحمق
ولربما يحيا الغبي بنعمة
وترى نبيها بالفتافت يرزق
ولربما صمت الحكيم لغاية
قد كان يعلم أي وقت ينطق
وتعملقت في الناس بعض صغارها
والواثق الجحجاح لا يتعملق
وترى غنيا كفه لا ترتجى
وترى فقيرا بائسا يتصدق
عجبي لغر لايحوز لفطنة
لكنه بين الورى يتشدق
عجبي وقد صار الصدوق مكذب
عجبي وقد صار الكذوب مصدق
ولسوف تعرفها الحقيقة عندما
تلقى الردى يحويك قبر ضيق
أبني أبينا نحن أهل منازل
لا بد من طيب النسيم نفارقوا
لا بد أن تبكي الديار لفقدنا
وغراب بين في الجوانب ينعق
أما لنار لا يطاق سعيرها
أو في الجنان أ يا رفيق نحلق
علي جابر الكريطي العراق


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق