الأحد، 5 نوفمبر 2023

حصارُ الأحزان / بقلم / عدنان الظاهر

 4 ـ حصارُ الأحزان

الصوتُ الأعلى يبقى صوتاً عُلويّا
يتحدى ويُحاصرُ أحزاني
من شرقِ الجبِّ القطبيِّ لأخرِ بئرٍ في الدنيا
هل يتمددُ ناقوسُ الحظِّ المتعثرِ بين خطوطِ الكفِ اليسرى واليمنى
أو يتشكّى مُحتجّا
مما يجري للناسِ زمانَ مناسكِ صكِّ الغُفرانِ
يتحدونَ الخطَّ الأقصى
أحمرَ لونا
حتى في موجِ بحارِ الظُلُماتِ
لا ندري كيفَ تُحاصرنا آمالٌ لا ريبةَ فيها
تأتينا فجرا
تسألُ عنّا
تُطلقُ صفاراتِ الإنذارِ
الموتُ يحاصرنا أشباحا
في عزِّ النارِ وبردِ صقيعِ الأقطابِ
لا مهربَ منهُ
لا الطبُ يُخففُ لا مِشرطُ جرّاحِ
إخترْ موتكَ قبلَ صياحِ الديكِ الغجريِّ الفجري...
رحلوا
ماذا تركوا من بعد الترحالِ
تركوا ذكرى
تنعقُ فيها غربانُ اللوعةِ والشؤمِ
وفراغاً لا يفهمني
لا أسمعُ فيهِ صوتا
سدّوا الأبوابَ وناموا .
5 ـ هل مات كلكامش ؟
هل كُتبَ الموتُ على كلكامشَ أيضا
أمْ أنَّ الطاغوتَ استثناءُ
وقرارُ الموتِ قرارٌ فضفاضُ
يأتي أو لا يأتي شأنٌ ثانِ
لا يخشاهُ الطاغوتُ ولا يبحثُ عن حلِّ
الموتُ فِرارُ
هل أكسرُ شوكته أمْ أكسرُ مرآتي
لا أكسرُ شيئا
لا مرآةً لا أنفا
فيها أسلافٌ غابوا
ما زالوا أحياءَ
صعدوا لكني لم أصعدْ
فضّلتُ الهجعةَ في طاحونِ الدارِ
فضّلتُ الظُلمةَ في النارِ
لا أفقهُ ما يجري من حولي
مُحتارٌ جدّاً في أمري
ماذا سأقولُ لأهلٍ عبروا قبلي
تركوني في الدنيا مقصوصَ الأصلِ
مكسورَ الخاطرِ والعلّةُ في صدري
طعمُ الغيبةِ مُرٌّ مُرُّ
واصلْ كابوسَ الموتى
الموتُ ثقيلُ
يحملُ لي أخبارَ الأهلِ
يُنسيني دمعةَ مَنْ غابوا
تركوا جُرحاً مفتوحا
تركوا ذكرى
إنهضْ واحملْ تابوتكَ فوقَ الأكتافِ.
الدكتور عدنان الظاهر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق