د.عزالدّين أبوميزر
قِصّةُ مَثَل ...
(إنْ كُنتَ رِيحََا فَقَد لَاقَيتَ إعصَارَا) :
جَعَلَ الأُفقَ لَهُ مِضمَارْ
بِذَكَاءِِ لَا يُنكَرُ أبَدََا
وَدَهَاءِِ يَدعُو لِلإبهَارْ
اغتَرّ فَأقسَمَ فِي يَومِِ
بِاللهِ وَبِالفَلَكِ الدَوّارْ
أنْ يُعطِيَ نِصفَ المُلكِ لِمَن
يَجعَلَهُ فِي يومٍ يَحتَارْ
وَيَقُولُ لِمَن يَختَلِقُ الحَيْرَةَ
إنّكَ كَذّابٌ مِهذَارْ
فَأتَاهُ رَجُلٌ قَالَ أبِي
كَمْ لَفّ بِهَذِي الأرضِ وَدَارْ
وَنُجُومََا أطفَأ شُعلَتَها
وَلَكَم بِعَصَاهُ عَلَا أقمَارْ
قَالَ قَلِيلٌ مِثلُ أبِيكَ
عَلَيهِ قَد جَرَتِ الأقدَارْ
فَابِي كَم مِن قُرصِ الشّمسِ
إذَا مَا احتَاجَ اقتَبَسَ النّارْ
وَمَضَت أيّامٌ ثُمّ أتَى
خَيّاطٌ يَختَلِقُ الأعذَارْ
وَيَقُول لَقَد أخّرَنِي عَصفٌ
جَاءَ إلينَا مَعَ أمطَارْ
وَبِهِ بَرقٌ شَقّ سَمَانَا
سَبّبَ لِلأرضِ الأضرَارْ
فَحَمَلتُ الإبرَةَ وَخُيُوطِي
وَرَآنِي الجَمعُ مِنَ النُظّارْ
فَرَتَقتُ الشَقّ وَجِئتُ إليكَ
وَعَنهَا أبعَدتُ الأخطَارْ
فَأشَارَ لَهُ أحسَنتَ الصّنعَ
وَلكِن جَاءَتنِي الأخبَارْ
أنْ بَعضَ خُيُوطِكَ لَم تُعقَد
فَخُيُوطُكَ هَذي كُنّ قِصَارْ
فَرِحَ المَلِكُ وَزَادَ غُرُورََا
وَبِهِ قَد كُتِبَت أشعَارْ
وَبِيَومِِ جَاءَ إلَيهِ عَجُوزٌ
أضنَاهُ طُولُ الأسفَارْ
يَحمِلُ بِرمِيلََا قَالَ لَهُ
بِرمِيلُكَ حِرزٌ أمْ تِذكَارْ
فَابتَسَمَ بِوَجهِ المَلِكَ وَقَالَ
تَنَاسِِ هَذَا أمْ إنكَارْ
هَل بِرمِيلِي هَذَا يُنسَى
وَالشّاطِرُ لَا يَنسَى الشُطّارْ
قَد جِئتُكَ كَي آخُذَ دَينََا
ذَهَبََا أعَطَيتُكَ وَنُضَارْ
قَالَ كَذَبتَ فَلَا مِن دِرهَمَ
مِنكَ أخَذتُ وَلَا دِينَارْ
فَأجَابَ إذَا قَولِي كَذِبٌ
فَلَذلِكَ مِنكَ إذَنْ إقرارْ
أنْ لِي فِي مُلكِكَ هَذَا نِصفٌ
فَاقسِمهُ وأنَا أختَارْ
أوْ أنّي الصّادِقُ فِي قَولِي
فأعِدْ لِي الدّيْنَ بِلَا اسْتِهتَارْ
وَاملَأ بِرمِيلِي ذَا ذَهَبََا
وَبِلَا إمْهَالِِ أوْ إنظَارْ
فَاحتَاَر المَلِكُ وَمِن لَحظَتِهَا
صَارَ لَدَيهِ المَثَلُ شِعَارْ
لَو رِيحََا صِرتَ فَلَا تَغتَرّ
فَفِي يَوْمِِ تَلقَى إعصَارْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق