السبت، 4 نوفمبر 2023

طوفان الأقصى / بقلم / عادل شبل

 طوفان الأقصى


بقلم الشاعر /عادل شبل

ماذا دهاك وقد أراكَ تلومُني
دَنَسْتَ أرضي بوحلٍ في مياداني

إسأل جموعَ الطيرِ والأحجارِ والعجمِ
لمَنْ تكونُ تلك الأرضُ والطين ؟

تلك بلادي فلنْ أقبل بها بدلا
أنا ما رَضيتُ بغيركِ يا فلسطين

ينادي القدسُ بيْن الناسِ يا وطني
تراني الآن مهموماً وتُقْصيني

لماذا يا ابن صهيونٍ تُدَنْسُهَا؟
أَلَمْ تعلمّ بظلمِكَ هذا يكويني ؟

تبغي فساداً بيْن الناسِ يُؤلمهم
بلْ قد رأيتُكَ دون الناس تُؤذيني

تَرْتَعْ بأرضي وتبطشُ فيها منتقماً
يعلو الصراخُ والآهاتُ تُرديني

هذي النساءُ والأطفالُ تنتحبُ
والأقصي صاحَ جريحاً كي يناديني

ارحَلْ عدو اللهِ مهزوماً ومنكسراً
أم قد نَسِيْتَ ذاكَ يوم حطين؟

صلاحُ الدين ما زال يُنَاشِدُنَا
فهذا الشعبُ سَطْوْته سَتُحييني

رجالي الآنَ كالطوفانِ تنتشرُ
في رام الله ومن حيفا تُحاكيني

وفي غزة وفي عكا شجاعتُهم
تكَاد تراها قد غَمَرتْ عناويني

بلادُ العُرْبِ من حولي فَتَخْذُلُني
وجُنْدُ اللهِ دون الناس تحميني

ألستُ منكَ يا وطني تُؤازِرُني؟
فتجمعنا أصولُ العِرْقِ و الدين؟

وفي حيفا أُسُودٌ لستُ أُحْصِيهَا
زئيرُ الأُسْدِ تُرْهِبَهُم وتُشْجيني

بلادُ الشِركِ قد جاءتْ تُساندكم
وظلمُ كاد يسحقني وينهيني

فذاك الظلمُ إذْ ذُقناه في وطني
رأيتُ النوم يهجرني-يجافيني

هموُمٌ كِدتُ أحملُها بناصيتي
وذاك الحزنُ بالأعماقِ يكويني

وأشلاءٌ من الأطفالِ تَنْتَشرُ
تغطي الأرضَ آلافُ الجثامين

سألتُ اللهَ والآلامُ تفتكُ بي
ونورُ الحقِ ينتصرُ فيطويني

آثرتُ صبراً تُرفَعُ منه هامتُنَا
بلْ قد خَسِئْتَ فحقدُكَ كالبراكين

جَلَبُوا العتادَ والسلاحَ يُرِهِبُنا
وجندُ اللهِ سَخَّرهَا لتنُجيني

أَأْمَلُ في نصرِكَ يا ربَّاه مُحْتَسِبَاً
ذاكَ إيماني تَغَلْغَلَ في شرايني

وعينُ اللهِ لنْ تَغْفَلَ وقدرتُه
جنودُ اللهِ قدْ جاءتْ تراعيني

سلامُ اللهِ يا وطني سَتَنْتَصرُ
أنا للحقِ ظمآنٌ فترويني


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق