الأربعاء، 4 أكتوبر 2023

الصمت والثرثرة / بقلم / جوزيف مزعل شديد

 خاطرة

الصمت والثرثرة ..
الثرثرة تلوم الصمت وتقذفه بإنه ثرثارا ..وعلاكا
والصمت يضوج من شدة صمت الثرثرة ....ويستولي على هدوء الاجواء الذهنية
لايتفاهمان او تتباعد مفاهيمهما عن الكلمة ومعانيها ..
الصمت يحارب الكلمة العشوائية ويكتمها من سرحان اهوائها ويعتبرها دخيلة على مخيلته تعمل على اثارة الفوضى في تركيب المعاني والجمل ويتحاشى النطق بها او تقبلها دون ان تطرق ذهنية الهدوء ويخجل من ان يكون ثرثارا ..حيث من يجيد ركوب الخيل اسهل عليه من الارتقاء على صهوة الكلمة ..
ليست الثرثرة مضمارا للسباق انما حاجزا للمعاني السامية
الثرثرة تشعر غبنا ان الكلمة في خدمتها وتطوعها كما حداد يطوع القضبان وصهر الحديد ويشكلها كما يريد ويجسدها لوحة تعبيرية
لايعنيه ان كانت خارقة للوجدان او تبقى ملامسة للسان .. يعتبر صداها عزفا على اوتار الهدوء اوتحديا للصمت ومباغتته
حاولت ان اجيد الصمت ..واتحين فرصة كي يصمت اللسان عن الثرثرة ..كان اللجام من الصمت .الذي يعيرني انني هاوي ثرثرة وطبعي ثرثرة .واتهمني باغتيال الصمت من جزالة الغوغائية
لغة الصمت لايجيدها من يتحدث كل اللغات ..
الصمت هو هدوء عواصف داخلية تكبت الكلمة في حجرات العقل الذي يقذفها كالرصاصة الوحيدة صائبة لاتخيب ابدا تصل الى الهدف عنوانا وحكمة وبلاغة وقلة الكلام ودلالاته انه يفيض من قطرات عطور الكلمة لا من فيض وهدير قواميس اللغة التي تطرحها فضلات من طبيعة الثرثرة والثرثار ..
الثرثار لايصلح الا ان يكون اخرسا نشير اليه بالاشارة لانه اعتلى الكلمة وارهقها وازهق روحها ...
الصمت من يعبر بكل اللغات فصاحة وينثر معانيها الجليلة وتستقبلها الافئدة وترد عليها العقول ..
المهندس جوزيف مزعل شديد ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق