السبت، 28 أكتوبر 2023

الست / بقلم / علوى القاضى

 الست،،!!》

بقلمى : د/علوى القاضى.
... كثيرا ماكنت أزور مقام السيدة زينب رضى الله عنها وأرضاها فى ذكرى " مولدها " وكان المريدون والزوار ينادونها بإسمها مسبوقا بلقب ( الست )
... وكثيرا ماشاهدت حفلات إنشاد دينى فى مدح آل البيت رضى الله عنهم وأرضاهم ، فكان المنشد لايذكر إسم السيدة زينب إلا ويسبقه بلقب ( الست )
... حتى الحاج عبد الصبور الصعيدى الملقب بمجذوب السيدة زينب كان إذا حضرته الجلاله كان يكررها فوق المائة مرة بلا وعى
... هذا الأمر أثار فضولى للبحث عن هذا اللقب وعن أصله وكانت النتائج .:.
... إيزيس تنطق إيزيس بالإغريقية , أما فى اللغة المصرية القديمة فكانت تنطق " الست " , و ما زالت فى اللغة العامية المصرية " الست " تحمل نفس المعنى ، كانت لقب إيزيس يطلق على المرأة كاملة الأوصاف جمالا ورجاحة عقل ، وكانت إيزيس كذلك جميلة القلب والقالب فهى بحق كانت تستحق لقب " الست " ، ولأنها تلقت " الست " إيزيس علوم ما وراء الطبيعة فقد أطلق عليها المصريون القدماء لقب "العظيمة فى السحر" ، فلقبت ب " الست "
... ولقب الست هو أعلى مراحل النضج للنساء عندما تصل الى درجة الحكمة ورجاحة العقل , ف " الست " هى المرأة الناضجة الحكيمة
... ومراحل تطور القاب النساء عند القدماء المصريين هى .:. باستت : طفلة ، حتحور : فتاه ، سخمت : امرأة ، ايزيس : حكيمة ، عندما تنضج المرأة وتكتسب الحكمة ، تكون بحق " الست "
... وبرغم الغزو الثقافى الذى عانت منه مصر لعقود طويلة مازال هناك ثقافة الإحترام و التبجيل للمرأة , والحب للست إيزيس , برغم مايتم تلقينه لنا من ثقافات أخرى تحتقر المرأة وتعتبرها عورة وناقصة عقل ودين
... لذلك عندما ظهرت المطربة الكبيرة أم كلثوم أحيت فى نفوس المصريين بفنها الجميل كل الحب والتبجيل للمرأة فى شخص الست إيزيس , فأطلق المصريون لقب " الست " على أم كلثوم
... وأعلى لقب ممكن أن تحصل عليه إمرأة هو لقب " الست " الذى يعنى تشبيهها بإيزيس بكل ماكانت تتمتع به من تبجيل وإحترام فى مصر القديمة
... حصلت أم كلثوم على لقب الست بجدارة فكانت بحق المرأة المبجلة المحبوبة من كل الشعب المصرى بل والشعوب الأخرى
... حتى المستمعين لأم كلثوم فى حفلاتها عندما كانت تأخذهم نشوة الطرب كانوا يصيحون " عظمة على عظمة يا ست " , وفى ذلك تذكير بلقب الست إيزيس , فالعظمة من صفات " الست "
... ولايزال المصريون يحملون فى جيناتهم الوراثية رموز حضارتهم العريقة برغم الغزو الثقافى الذى تعرضوا له لعقود طويلة ، ومازال المصريون يحملون فى قلوبهم كل الحب و التبجيل و الإحترام للمرأة المصرية " الست "
... ‏أدهشنى الفنان أحمد مظهر فى برنامج وكان الحوار عن أفلامه
...وكان عند الحديث وذكر الفنانات يذكرهن بكل إحترام وتبجيل مثلا يقول : ( الست ) فاتن حمامه كانت مهولة ويستفيض بكلام موزون عن إحترافيتها وأخلاقها وموهبتها
... ومرة أخرى يتكلم عن ( الست ) شادية ، وقد إيه مش هاييجى زيها تانى
... ويتكلم عن حضور ( الست ) نادية لطفى ، حتى استوقفته المذيعة وسألته : هو حضرتك ياأستاذ أحمد ليه بتقول على كل زميلة قبل إسمها لقب ( ست )
... رد عليها وهو مستغرب السؤال وقال : لأنهم ستات ، ستات بجد ، وده أقل وصف يتنادوا بيه يابنتى ، ده مافيش أعظم من اللقب ده يتوج معنى وجودها ، والمذيعة مندهشة ومش مستوعبة
... وأضاف أحمد مظهر .:. أقل حاجة عملناها إحتراما وتبجيلا لهن وإتفقنا عليها كلنا كرجالة فى وقتنا ، إن أسامينا تتكتب ورا أساميهم ، كلنا ( رشدى أباظه وكمال الشناوى وعمر الشريف وأنا ) ولم نجرؤ إن نطلب أسامينا تتكتب قبلهم
... وأسترسل فى حديثه .:. ربنا لما خلق الست خلقها تاج ، إنت عمرك شفتى بلد إسمها مُذكر ؟!
... ردت المذيعة بكل إنبهار .:. الله الله ياأستاذ على كلام حضرتك ، طب نفسى ‏أسأل حضرتك سؤال ، هو إيه اللى حصل و غيرنا كده ؟!
... أجاب بكل أسى وحزن .:. لأ ، مااعرفش يا بنتى ، أنا صحيت فى يوم لقيت الهواء وحش ، وبطلت أشم ريحة الورد فى الجنينة ، ولقيت الناس مابتضحكش فى وش بعض ، وبطلوا يتلموا أول خميس من كل شهر على حفلة الست ، وبطلوا يكتبوا لبعض جوابات إلا فى الضرورة ، بالك إنتى ‏الجوابات دى ليها مفعول السحر ، لأننا بنحضر الكلام و بنكتبه من أرواحنا ، حتى العتاب فى الجواب بيبقى حب ! ، ولقيت السباك بقى صاحب العمارة الجديدة اللى على أول الشارع ، وذوقها وحش ، وياريته كان سباك شاطر أصلاً ، و ياريتها هى عمارة حلوة ، دى كتلة خرسانة شبه السجن و غالية ومحدش من ‏الشباب قادر على تمنها ، فكان لازم يسافروا يشتغلوا فى الخليج ، فماعادش المصرى صاحب فضل على إخواته الصغيرين ، وبقى مزنوق و محتاج منهم ، وأنهى أحمد مظهر كلامه معاها بالجملة دى الل لخص فيها حالنا :
" مصر ست جميلة أوى يا بنتى و ما تستاهلش كده أبداً "
... رحم الله الفنان القدير ، ورحم الله ستات مصر المحترمات
... تحياتي ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق