بَرْدُ الْغِيَابِ
عِنْدَمَا تُعَانِقُ الْوَحْدَةُ الْغِيَابْ
أَبْنِي لَهَا خَيْمَةً
مِنْ نَسْجِ الْقَوَافِي
وَفِي حَنَايَا الرُّوحِ
شَوْقٌ يَكْتُبُهُ الشَّبَابْ
يَأْخُذُنِي الشُّرُودُ
إِلَى وَطَنٍ
أَحْلُمُ فِيهِ بِالْبَقَاءْ
وَلَا وَطَنٌ
يَأْوِينِي عِنْدَ اللِّقَاءْ
يُعَانِقُنِي الْبُرُودُ
كَصَدِيقٍ قَدِيمٍ
أَتَذَكُرُهُ فَأَبْكِي
وَتَعْتَرِينِي بِضْعُ زَفَرَاتٍ
كَأَنَّهَا شَمْسُ الضِّبَابْ
أَيُّهَا الْحَنِينُ الْمُمَدَّدُ
فَوْقَ مُدُنِ الِانْتِظَارِ
لَيْسَ عَدْلًا هَذَا الْغِيَابْ
وَتِلْكَ عَيْنُ السَّمْرَاءِ
كُلُّهَا لَوْمٌ وَعَتَابْ
بَعِيدَةٌ بَعِيدَةٌ
لِحَدِّ الِاقْتِرَابْ
وَكُلَّمَا ابْتَعَدَتْ
زَادَ الْبُعْدُ فِي الِاقْتِرَابْ
أَيَّتُهَا السَّمْرَاءُ الْعَنِيدَةُ
كَانَتْ لِقَلْبِي ظِلَالٌ
كَانَ لِقَلْبِي
أَصْحَابٌ وَأَحْبَابْ
وَالْيَوْمَ أُسَامِرُ بَرْدًا
عَلَى جَمْرِ الْأَشْوَاقِ
أَعْبُرُ بِهِ وَطَنَ الِاغْتِرَابْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق