الخميس، 21 سبتمبر 2023

الإعتذار / بقلم / محمد بن الامير عبدالله

 مقال ...الإعتذار

الكاتب

محمد بن الامير عبدالله

الإعتذار هو أسلوب تنازلي شيطاني من قبل شخص قد أخطأ بحق أخر وجاء إليه منكسرا ( في ظاهر الفعل ) ليعتذر عما بدر منه من خطأ بحقه ، ويصلح ما أفسده من ودٍ بينهما أوعلى الأقل إفساد علاقة بينهما كانت تنم عن وداد سابق. بالقول أو الفعل . وقد يختلف الخطأ أو الجرم أو الإساءة التي فعلها المخطئ أو الجاني بحق المجني عليه .

قد يكون الخطأ نوعاً ما كبير يستوجب تدخل الأخيار لإنهاء

وفض ما حصل من نزاع والجرم يختلف بحجمه فلكل جرم حجم فمنه ما يُفض بالتلطف من الفاعل والتودد الكاذب إلى المفعول ضده . هذا إذا كان الخطأ بسيط أما إذا كان كبير نوعا ما فيتوجب تدخل الأخيار من أصحاب الحل والعقد من كرام القوم الذين لهم حظوة بين ظهراني قومهم أو الأخرين كما ألمحت سابقا أما إذا كان الذنب كبير كالقتل مثلا فهذا يتوجب تدخل الجهات القانونية أي ( تدخل الدولة كطرف بالموضوع ) وحل النزاع قانونا وعن طريق المحاكم

وهنا أطرح سؤال :--- لماذا أجرم ذلك الشخص بحق المجني عليه لكي يطلب الصفح عن فعله ؟؟؟ من الجهالة أن تقارن أفعال البشر بأوامر الله سبحان وتعالى ، فمثلا يقول سبحانه وتعالى في الاية ٢٨٤ في سورة البقرة :--- ((...لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به لله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير ...... )) صدق الله العظيم

هذه قدرة الله سبحانه يفعل ما يشاء بلا حسيب أو رقيب !!! . فلا يحتاج إلا إلى توبة الفاعل وينتهي كل شئ . فذنب المذنب له التوبة وغفران الله فلا ضرر على الله سبحانه فيغفر إن شاء أو يعذب إن أراد . ولكن الضرر الذي وقع على المفعول ضده ماذا سيكون الجزاء له وقد حُطت كرامته ؟ لقد تضرر المجني عليه ربما بهدر كرامته أمام الناس على الأقل لضعف حيلته امام استقواء الفاعل . . . وَلِمَ الإعتذار الباهت هذا ؟؟؟ فيجب أن يخضع المذنب لطائلة الحساب لكي يكون عبرة لمن اعتبر وإلا لماذا ارتُكِبَ الاعتداء أو الذنب وما دور القانون في الحفاظ على كرامة المواطن وهيبته في المجتمع ؟

إذا ساد القانون في كل شئ وكان الحساب عسير فسيكون دابر الجرم قد انقطع واستقامت الأمور في المجتمع ولا حاجة للإعتذار أصلا . لأن من أمن العقاب اساء الأدب فالقانون لا يحمي المغفلين .

ثم وَلِمَ هذا الاستغفال وعلى حساب من ؟ إنه على حساب الإنسان المستقيم الذي هُدِرَت كرامتة من قبل( صايع) منفلت لا يؤمن بالسلام والمحبة والتعايش في المجتمع وأِلا لما لجأ إلى الحل الأذرعي ؟

وقد فكّر مليا بأن عثرته ضد الأخر ستمسح ويخرج من فعلته وكأن شئ لم يكن وربما قد تقيد ضد مجهول ويخرج منتشيا خصوصا في العنف الأسري والحلقة الأضعف ( الزوجة ) !!! وهذا يجب أن لا يكون بالكلية وعلى كل أطياف المجتمع أن تتعاون من أجل درء وقوع ذلك والكرامة فوق المعايير جميعا .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق