إضراب الحواس
تصور لو أن الفم
عن النطق اعتذر
أو أن العين رفضت
وادعت أنها ملت من النظر
بسبب الهاتف وكثرة السهر
أو أن اأإذن صمَّت
وأصبح بها وقر
أو ادعت انها ضجرت
من اللغو والهدر
وتخيل لو أن القدم
امتنعت عن التقدم بداعي الحفر
وأنها تئن كلما مرت علي حجر
ألا يحق لها أخذ عطلة
والإمتناع عن السفر
ألا يحق لها أن تستريح من المشي
أم أن مشيها قدر
أطراف المقعد في إجازة حتى القبر
والحواس أنهكها العمل الدؤوب وكثرة الصبر
تخيل لو أن العقل
اضرب عن التفكير وإنتاج الفكر
أو لو انشغل الذوق
فلا لذة ولا سكر
ولو قبضت الكف اناملها:
دونك الأكل بفم مزمجر
وترى كل حيوان يضحك منك عليك وهو ينظر
لا نريدك بيننا، أنت عدو، أنت بشر
وترى العشب مستهزئا :أهذا الذي يقضم اللحم ويمضغ الخضر
كل ما تراه عينه يجوز للنحر
مجبول على الدمار
لايبقي ولا يذر
معول هدم وفأس مسلطة علينا
كأننا شجر
فللحواس التي اضربت مطلق الشكر
فهل يدرك الإنسان نعم الله
التي يعجز عنها العد والحصر
لحسن قراب /المغرب /2023 /3/07
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق