ستبقى مشية الغراب عرجاء)
لا يوجد فرق بين حبة قمح وأخرى, ولا بين قدم وأخرى, الدمعات كلها متشابهة بعد الفراق حتى صدأها على الخدين تشابه , والموجة وراء الموجة متشابهة تطارد الأخيرة من سبقتها بلهفة لإلتهامها كل ذلك في بحر واحد ، بحر وجع متشابه .
الأيام التي فرطت وإنقضت كنا نعتبرها بالأمس غيباً ، وهذا اليوم الذي نحن فيه سيكون غداً في ضياع في بحر عبثي ، كل تلك الايام تُشرق شمسها وبرتابة متناهية وتغيب كما اشرقت .
أما ذلك الركن المهجور فيَّ لم يعد يشبهني لانني رميت فيه الكثير من بقايا التفاهات والخلايا من بشر وحجر
ذلك الركن لا يشبه سوى ملامح الموتى .
لكن مازلت أنفاسي متشابهة دون أوامر أو توجيهات مني , دمي هو ذاته بزمرته ولونه الأحمر على الدوام لن يتغير .
خطواتي هي ذاتها برتابتها لا تأبه أي حذاء إنتعلت ، رأسي وصداعي هو ذاته ما تغير وجعه إلا إشتداداً , الرصاصة ما كانت إلا كأخواتها .
كل أولئك الذي اختاروا وأصروا أن تبقى مشيتهم عرجاء قد سقطوا في ذلك الركن المهجور المهمل مني هم سقطوا
ولن يعودوا فالساقط لايعود .
وختاماً أقول:
الثلج لن يكون أسوداً ، والحليب ماكان إلا أبيضاً ، و الحنظل لن يكون إلا مُراً , والملح لن يكون حلواً ، والفحم لن يكون الا أسوداً . وسيبقى الغراب أعرجاً في مشيته والعويل طبعه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق