حديث مع القمر
همس القمر لي همسة باستحياء
أين أصبح حبك لتلك السمراء ؟
أجبته حبي ليس بثابت!
فقلت ولمن يكون هذا الحب ؟!
فقال لمن اعتمدت حبك دون عناء
لمن تضع حياتها بين يديك بسخاء
لمن غيابك يكوي قلبها و شوق اللقاء
لمن أنت لها الحياة والهواء
لمن ينبض قلبك في صدرها بالخفاء
فأجبته : و أين أجد هذه الخرقاء؟ !
فأجاب هنا وهناك مشيراً إلى الفيفاء
نظرت وقلت ليس هنالك سوى الغبراء
فقال افتح قلبك وانظر ببصيرتك سواء
فقلت كيف ذلك
انزع الحياة واللهو من قلبك زير النساء
فأخلصت نيتي ونظرت ببصيرتي إلى الجدباء
فرأيت ربات الحسن والكبرياء
فأعدت النظر مرة أخرى
فكأني عرفتهم مذ هبطنا من السماء
فكررت النظر وإذ هن جميلات الحي
و أنا من هجرهن دون استحياء
فندمت على مافاتني مع تلك الندماء
وانفطر قلبي لفعلتي مع تلك الحسناء
و خفق فؤادي لخيانتي وطلبت الشفاء
فقال لي أعد النظر فقلبك عذراء
و ذنوبك مغفورة لو أحسنت الولاء
فقلت أتوب إلى ربي من أفعال الحوباء
و لن أفرط في حب من استحقت البقاء
وأخلصت حبي لمن لم تتخلى عني بعد أفعالي الخرقاء
فحبها صادق وهي تستحق قي قلبي البقاء
جدباء :أرض يابسة
خرقاء : حمقاء
ندماء : صديقة وصاحبة
حوباء : ذنوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق