بدرٌ تغنى
كالبدرِ طلَّت والظلامُ سدول
والشمسُ غابت والضياءُ أفول
هلَّت كهيفاء الربى بربيعها
فشعرت قلبي قد حداه ميول
الورد مطلولٌ وزهركِ يافع
والحسنُ معشوقٌ عليه قبول
والثغرُ بسامٌ وغصنكِ ناعمٌ
قد مالت الأرواحُ حيث يميل
والطرفُ فتَّانٌ عليَّ وصارمٌ
كالفارسِ البلوى عليَّ يصول
بادرتُ ألقي من سلام محبتي
فاستبرقت نوراً وبان دليل
ناديتها وأنا الأليم من الهوى
هل لي إلى كادي الحسان سبيل
فسلام قلبي قد علا بضجيجه
وكأنَّ حرباً أيقظته طبول
قد أرصدت رشقاتُ نبلكِ قلعتي
من وطئها كلَّ الصروح تهيل
وَقعت بيَ النظرات منكِ متيماً
فسنا عيونكَ والرموش تغيل
قالت كفاكَ اليوم تحسد فتنتي
من بسمةٍ هاجت عليكَ فلول
أردفتها والقلب فاه بلهفةٍ
البعدُ في مهجِ المحبِّ ثقيل
إنِّي إليكِ وفي الودادِ صحيحها
والقلب من ذاكَ الوداد عليل
رحماكِ يا من ترفدين مواجعي
ما عاد لي بين الحسان بديل
أزهرتِ وردكَ في رياضِ محبتي
من بعد ما حاق الجنانَ زبول
فمتى تنيرُ بدورُ لحظكِ ظلمتي
لم يبق مثلكِ في الحياة مثيل
حلَّت بيَ الظلمات تغمر ليلتي
وسنا لحاظكِ أومضت وتكيل
فأنا اليتيم وتحت شمسكِ أصطلي
ولسان حالي قد فتنه ظليلُ
إني إليكِ وقد وسمت حوائجي
فاليوم قلبي قاحلٌ وذلولُ
هيَّا لنرتعَ في مرابع محفلٍ
لنجيزَ وصلاً قد جفا ويطول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق