الاثنين، 26 يونيو 2023

مَنْ هُمْ؟ / بقلم / محمد الإدريسي

 مَنْ هُمْ؟

إلى مَنْ اِشْتَكى خَلْفَ السِّتارِ سُقْمَهُ
إلى كُلِّ مَنْ مَزَّقَهُ الأسَى وكَسَّرَ قَلَمَهُ
إلى كُلِّ مَنْ يَرُوقُ لَحْنُ الحُبِّ رَسَمَهُ
إلى فُؤادٍ حَزِينٍ يَسْعى تَحقِيقَ حُلْمَهُ
قَلْبٌ حَنِينٌ تَحَمَّلَ العِتابَ و قَسْوتَهُ
مُسْتَهامٌ هائمٌ يَسْتَعْطِفُ لِيَعيشَ فَرْحَتَهُ
قَلْبٌ رَهِينٌ لَدَى الحَبِيبِ يَشْدو مُنْيَتَهُ
مَلَأَ صَدْرَهُ الحُبُورُ أفْعَمَ الشَّوْقُ سَفْرَتَهُ
يَحْتاجُ إلى يَدٍ دافِئَةٍ تُطَبْطِبُ عَلَى صَدْرِه
لَوْ خُيِّرَ لَفَضَّلَ أنْ يظَلَّ صَغِيرًا طولَ عُمْرِه
و يَلْهُو بِلُعْبَة الحَياةِ لا يَلْتَفِتُ إلى غَيْرِه
بِقَلْبٍ نَقِيٍّ طَيِّبٍ بالمِسْكِ الأصِيلِ وعِطْرِه
أنْتَ الحَبِيبُ أنا مَنِ العِشْقُ رَخَمَني
شاءَ القَدَرُ أنْ لا تَكونَ مَنْ صَدَمَني
اليَوْمَ وَ الأمْسَ في حُبِّكَ مَنْ قَزَمَني
مُقاتِلَةٌ أنا لَنْ أسْمَحَ بِسَرِقَة مِنِّي زَمَني
أنْتِ حَبِيبَةُ الفُؤادِ عِشْقٌ إلَيكِ هَجَعَني
كَقَطَراتِ ماءِ زَمْزَمٍ في البَيْدَاء لَجَمَتْني
لَيْسَ لَدَيَّ اليَوْمُ سِوَى ذِكْرَياتٍ طَوَّقَتْني
أنا الفَتَى في لَيَالِ دُجًى الآمَالُ ضَرَّمَتْني
أيُّها الحَبِيبُ الحَياةُ مِنْ لَبَن الحُبِّ أسْقَتْني
شَرِبْتُ مِنْ واحَةِ قَلْبِكَ في لَيْلَةٍ فَتَنَتْني
حاوَلْتُ أَنْ أكْتُمَ عِشْقِي نَظَراتِي فَضَحَتْني
يا سَيِّدي سِهامُ نَظَراتِ عُيُونِكَ هَزَمَتْني
سَيِّدَتِي لَيْتَ الزَّمانَ لَحْظَةً إلَيكِ يَحْمِلُني
لَيْتَ الزَّمانَ يَبْتَسِمُ يَحِنُّ و بِكِ يَجْمَعُني
ما اِقْتَرَفْتُ ذَنْبًا سِوى الغَرامِ الَّذي يُعَمِّرُني
داخِلِي كَلامٌ يَسْتَنْشِقُ عِشْقًا لِمَنْ يَتَمَلَّكُني
طنجة 19/06/2023
د. محمد الإدريسي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق