الاثنين، 26 يونيو 2023

لا تبكي / بقلم / الطيبي صابر

 لا تبكي يا أو فيديوس !

لماذا الأنين أيها الثعلب الجليل ؟
عم تبحث في قاع بئر بهيم...
وفي عينيك وميض برق ضئيل ؟
ما سر هذا البكاء وهذا الأنين ؟
ما جدوى هذا العذاب الأليم ؟
لا تزرع في الهواء وردا أحمر...
لا تسقه بما العويل من بحار العيون.
إنك تروي صفوان يعلوه تراب خفيف...
ينمو البخار ويحترق المدفون...
لا ...
لا تصرخ ، لن يفدك هيجان الدموع...
لا تستنزف البحار ، فبينكما سدود...
لا تجري وراء الأيام ، إنها عاجزه...
لن تقف...ولن تعود.
اسمع هذا هيبوليتوس يخاطبك...
يسميك أوفيديوس.
إن البعد والفراق يخوفان...
بنار العشق والهيام يحرقان...
حذار ، فكورينا جريحة تناجيك...
بين موتى ذاك الوادي الأحمر ...
تناديك ...
من وراء الغابات ، من فوق الجبال ..
ألا تسمع صيحاتها ترددها...
العصافير البيضاء ؟!
إنها تدعوك ...
تودعك قبل أن تسافر عند الشفق...
صد عنها...
كن أصما ...
أعمى ...
أبكما ...
وأحذر قبرا يكسوه نبات هشيم.
إنك تبني مثواك على شفا جرف هار...
وهذا قلبي يتمزق تحت ضلوعي...
يناديك.
يا أوفيديوس وراءك يوم ثقيل...
إن الدموع الآنية لا تشفي الغليل...
امسح دموعك الغزيره ...
بدل نغمتك المريره ...
فبيننا يا أميري بحار تبتلع أمواجها كل غريم...
نار حمراء يلسع لسانها كل صعلوك حميم...
انظر كيف أسقم جسمك النحيل...
ألم يجعل ضوء نهارك ظلمة ليل بهيم ؟
ألم تعد غريبا بالدمع تسقي وردا أحمر في الهواء ؟
بنصل في أحشائك دفين ...
تنتظره ، تقتله بالأنين ...
يا أوفيديوس : السم سم
سم الليل الطويل...
أو سم طعن القتيل.
الطيبي صابر(أبوسهيل)المغرب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق