السبت، 3 يونيو 2023

صديقي دائماً وأبداً / بقلم / فاتن مصطفى دياب

 صديقي دائماً وأبداً

يا من كنت بجانبي
تدعمني نفسياً
حتى وأنت غائب
كانت كلماتك تدوي في أذنّي تضيئ حياتي
تحقّق لي وجودي وتلبّي أمنياتي
يا من اشتاقته زوايا الطرقات وسألت عنه أدراج قريتنا
ونادّته صنوبرات غابتنا
صديقي أبداً لا تستطيع
نسيان أيام طفولةٍ
قضيناها بالضحك تارةً
والعراك طوراً
أيامٌ كنّا نجلس فيها على الطريق
تعلو أصواتنا
بالسجع المغنّی
وقصائد سوق عکاظ
کنّا نشبه الأطفال بغنجنا ولعبنا
لم نشعر یوماً بالکبر
ولم نتوقع أن یقسو علینا القدر
أتذکر الأشجار
علی جوانب الطرقات
كانت شاهدةً علی أقدامنا
تلك الأقدام التی لا تتفارق.
أتعلم؟
منذ أن أحببت رفقتك
أصبح الفرح صدیقي
والسعادة تزيّن طریقي
أتذكر تلك الأيام؟
كنّا نرخي بظلنا على المقاعد
منتظرين كل جالسٍ أو عابرٍ
لنخبره عن إستحالة
الفراق والتباعد
لقد اشتاقت لنا التینة والزيتونة
وذلک العصفور
الذي کان یغرّد من أجلنا
لطالما لمعّت عيناه غیرةً من فرحنا
صديقي دائماً
تلك السنديانة التي اشتهرنا بالجلوس في ظلها تنادينا
كنّافي حضنها ننتظر قدوم حلمك المستحيل
وعَوْدة وهمّي الذی ظننته واقعاً.
صديقي دائماً كنّا نتسابق لنرى من منّا يخّط مكتوباً غرامياً تذرف له الدمعات
من يخاف على الآخر
كنّا نطير ونطير لا تستطيع اللحاق بنا حتى النسمات.
أمّا الآن وبعد انتهاء المشوار
والدنيا التي ليس لنا بها خَيار سأعترف بما لم أجرؤ على البوح به سابقاً حتى مع مرآتي
والتي قصدتُ نكرانها طول حياتى
أنت كنت وستظل دائماً وأبداً حبيبي
ستبقى صوت الحنين والطفولة من الولادة وحتى الكهولة.
"فاتن مصطفى دياب"
لبنان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق