الأحد، 4 يونيو 2023

يافِكْرُ / بقلم / يونس عيسىٰ منصور

 يافِكْرُ

إلىٰ زوجتي الحبيبة أم علي رحمها الله
هَلْ في الفؤادِ إذا مارفَّ تذكارُ ؟
أم هل شَجَتْكَ غداةَ النعشِ ( أفكارُ ؟ ) ؟
يومٌ كأنَّ قبابَ القدسِ قد هُدِمَتْ
أو ساختِ الأرضُ فالأجواءُ إعصارُ !!!
يابنتَ ( خاليْ ) وخالُ المرءِ والدُهُ
ماذا ستعزفُ بعدَ الموتِ أوتارُ !؟
يادارَ ( فِكْرٍ ) وفكريْ قد مضىٰ خَبَباً
صوبَ المقابرِ حيثُ الموتُ أسرارُ
دارٌ تصلي إذا ما جئْتَها سَحَراً
فالروحُ تهفو ووَحْيُ اللهِ أسحارُ
يامن سكبتِ علىٰ أعتابِها مُهجاً
كيما تغني علىٰ لحنِ العُلا الدارُ
قد كنتِ مأوىً لأيتامٍ بلا عددٍ
فصرتِ مَحْلاً وعنكِ الأهلُ قد ساروا
لم يبقَ في الدارِ سَقْفٌ أسْتَظِلُّ بهِ
فالسقفُ (فِكْرٌ ) وسقفي اليومَ مُنهارُ
أمستْ يباباً وأمسىٰ أهلُها أثراً
للهِ من أثَرٍ تبكيهِ آثارُ ...
يازوجةَ الشاعرِ الموبوءِ زندقةً
كم أنْشَدَتْكِ مَدىٰ الأيامِ أشعارُ ؟
يافِكْر ُيافِكْرُ : إنَّ الدارَ غائمةٌ
والقلبُ برقٌ .. وبرقٌ القلبِ أمطارُ
العينُ ترنو ولكن لا بريقَ بها
وكيفَ تبرقُ عينٌ والمدىٰ نارُ !؟
لكنني أسْتشِفُّ العمقَ في بصرٍ
فالعمرُ عُمْقٌ .. وعُمْقُ العمرِ أبصارُ
يافِكْرُ : ماعادتِ الدنيا لها نُذُرٌ
فلْينزلِ الموتُ إنَّ الموتَ إنذارُ ...
أحفادُكِ الصِّيدُ لايبكونَ جَدَّتَهُمْ
بل قد بَكَوْا ألْفَ جَدٍّ كلُّهُمْ غاروا
يازوجتي سَتَرَيْنَ اللهَ ذا كرمٍ
قوليْ لهُ إنَّ زوجي قلبُهُ نارُ ..
يرجو لقاءَكَ يارباهُ في وَلَهٍ
قد ضاق ذرْعاً بدنيا كلُّها عارُ !
مَهِّدْ لهُ سفراً نحويْ بلا نصبٍ
إن المُرَمَّلَ قد تجلوهُ أسفار
إنّي علىٰ الحزنِ مادامت تراودُني
ذكرىٰ .. وأنت بنبض القلب أذكار
إنّي علىٰ الحزنِ والأحزانُ خالدةٌ
فالصبرُ ماتَ .. وهل في النارِ صبّارُ !؟
ياِفِكْرُ : مُبتدئي أمسىٰ بلا خبرٍ
ورَبَّ مبتدأً أضْنَتْهُ أخبارُ
يانورَ داريْ وداري اليومَ مظلمةٌ
تنعاكِ نوراً .. وأمُّ البيتِ أنوارُ
عَهْدٌ عَليَّ وأنتِ فيهِ عالمةٌ
لن يبرُدَ القلبُ حتىٰ تبرُدَ النارُ ...
شعر : يونس عيسىٰ منصور ...
ملحوظة : فِكْر هو إسم زوجتي أم علي وكذلك أفكار وهي ابْنةُ خال والدي .. وهي من عشيرة آلبوصالح عشيرة الشيخ بدر الرميِّض أحد قادة ثورة العشرين .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق