السبت، 1 أبريل 2023

الإخلاص / بقلم / عبد الستار جابر هاشم الكعبي

 مقالة

الإخلاص في شهر الصوم


شهر رمضان المبارك يعتبر عند بعض المسلمين هو الركن الثالث من أركان الإسلام وعند البعض الآخر هو الثاني من فروع الدين، ومهما كانت المسميات والآراء بين المذاهب ، فأنه شهر رمضان الذي بدونه لا يستقيم الدين الإسلامي ، حيث قال اللَّه في كتابه الكريم.. يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ـ البقرة ـ ١٨٣ ـ .وهذه الآية جاءت تأكيداً بأن شهر رمضان جاء فرضاً على كل بالغ عاقل من المسلمين وليس اختيار أو رغبة وأن من يحاول ترك صومه بدون عذر يعاقبه اللًَه تعالى عليه، ويعد هذا الشهر الكريم من أفضل الشهور وبه خص اللّه تعالى العباد وجعل به مزايا كثيرة وعديدة وبه تضاعف الأجور ويزداد الثواب وتكون به العباد أكثر حباً وصفاء و نقاوة لاستقباله والترحيب بقدومه والتهيؤ للتبرك به بشتى الوسائل والطرق التي تقربهم إلى اللَّه ليعيشوا في ظل رحابه و عطاءه الجميل طيلة ايامه المباركة وحيث أن شهر القرآن الذي نزل به الأمين جبرائيل ..عليه السلام.. على رسولنا الكريم محمد ..صلى اللّه عليه وعلى آله وصحبه وسلم .. وهو شهر القيام لأنه لكثرة العبادات به، والتقرب للّه حيث تكثر الطاعات والإقبال بقلوب مخبتة ترجو اللٌه تعالى بالعتق من النار. وهو شهر الصدقات وتفطير الصائمين ولو بشق تمرة لكسب الأجر والثواب واعتبار ذلك بمثل أجر الصائمين ولا ينقص من أجورهم شيئاً ، وبهذا الشهر وبهذا الشهر يجب تفقد الفقراء والمساكين لأنهم أحوج في هذا الشهر وهكذا اعمال في هذا الشهر عبادة لا يعلم بها العبد إلا اللٌه تعالى وهو الذي يجزئ عليها وكذلك لا يعلم صدق العبد إلا الله تعالى حيث قال الله تعالى .. كل عمل ابن آدم له، الا الصيام فأنه لي وانا اجزي به.. لذلك فإننا بحاجة إلى أن يفتح الله لنا باباً من الرحمة نلتمس منه العفو والغفران عن تقصيرنا في حق عبادته واقترافنا الذنوب الكثيرة حيث اننا واثقون بأن الله تعالى يتجاوز عن سيئاتنا إذا اخلصنا في هذا الشهر الكريم وسائر الأيام... لذا علينا أن لا نجعل من طقوسنا العبادية وأجواء الشهر الفريد من حياتنا و تحركاتنا فقط طاعة عبادية وحدها ، بل تشمل كل النواحي الإنسانية والأخلاقية بما فيها اعمال الخير من اطعام الطعام وتفقد العوائل الفقيرة والأيتام وأسر الشهداء وعدم التبذير في شراء المواد الزائدة واعتماد طبق واحد في الإفطار والسحور، وعدم رمي الطعام الزائد والحرص على توفيره للمحتاجين .....
وختاما أوكد واذكر قول الرسول الاكرم .. صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.. ،، من استطاع منكم أن يقي وجهه من النار ولو بشق تمرة فليفعل ، ولو بشربة من ماء، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة ، ايها الناس من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط....
....
عبد الستار جابر هاشم الكعبي
كاتب وشاعر
العراق


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق