الأحد، 30 أبريل 2023

إغتراب / بقلم / السيد حسن

إغتراب



سِيرامِيك وَخِيمَةٌ وَأُغْنِية
إغتراب يَنمو كالمارد
ويعبث الشّاطئ بموانئ
كاذبة بلا منار نوار
صَمْتٌ نام في الْحفر
يَدٌ تستند على رُخامٍ بَارِدٍ
وفم ثرثار
وأُخرى يُقبل وتد الْخَيْمَةِ
صَهدها وينحني لها النهار
ورُودٌ ترتوي النّدى
وَورُودٌ تَمْتَصُّ الْأَحجار
هُنَاكَ..قِطْعَةٌ مِنْ جسدي
تتأْلمُ..يتألمُ لها الإِنكسار
تَصْرَخُ أَكبو على وجهي
خجلاً ويكسوا وجهي
الغبار
سواعدي مَا أَقصرها
ما أملسها
فقدت زندها المغوار
لساني فقير يستجدي
الْحروف ويلعق الصبار
يخطو صوتي خلف الأَشياء
بأذن يابسة كالفخار
يتناسىٰ يَاء النّداء
وهى ملت الأعذار
كل يوم تُعيدُ عَبَقَ جلدها
جذورها حتى لا تنهار
عشاقها يتناوبون..
يحلمون ضمها عودة
الأغصان إلى الأشجار
أجنحة حمام ترفرف
فوق مدن السلام والحصار
اختلفوا
في لون السيراميك
وبحرية أَمْ قبلية هى
غرفة نوم الدّار
وهى تفترش الرمل
والْعذاب وشظايا النهار
انشغلوا بموسم التزاوج
شتاء صيفاً وصمة الفرار
وهى جريحةٌ تحمله
في قلبها
سَبعونَ خَريفاً بإصرار
جمرةٌ تتقدَّ في أحشائها
مخاض عنيد القرار
تَتَوهَجُ ليوم العرس
حتى تُغلقُ على نفسها باب
ويهدأ لها دار
إغتراب بين الجسدِ الْواحدِ
في الجسدِ الواحدِ
والأجساد انهكها الدوار
لا يلتئم جرح
إلا وألف جرح قد ثار
والأغنيةُ مالها صدى
ما لها براح لا عود
يطرب ولا أوتار
قاسيةٌ قلوب
من تشدّوا إِليهم
فهم يصلبون الأحرار
ويمتطون الخيول
ويمتشقون السيوف
للزينة والفخار
وقلم الشّاعر سيف يغمده
في صدرهِ ليلَ نهارٍ بإصرار
مُنقباً عن أغنية ترعد الليل
وتخترق الجدار
مَازَالَتْ الدَّائِرَةُ مَفْتُوحَةً
وَمُتَعَدِّدَةُ الْأَلْوَانِ والأدوار
تكسوها الحيرة وصمت
ما له سبب سوى الإنكسار
ومازلنا نتلوى كالرياح
بلا استقرار
وما زالت الدائرة مفتوحة
سِيرَامِيكْ ،وَخِيمَةٌ، وَأُغْنِية
متناقضات الأقدار
جدارية لوجه وطن
بين أنياب الإحتضار
الشاعر السيد حسن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق