الأربعاء، 1 مارس 2023

حانة التاريخ / بقلم / محمد حسام الدين دويدري

 في حانة التاريخ

محمد حسام الدين دويدري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلّ شيءٍ فيه طعم الحبّ خمرُ
كلّ جرحٍ لامس الآمال عمرُ

فاشرب الكأس رويّاً واخشَ ذِكراً
فيه صدق الودّ إحساسٌ وعطرُ

واملأ الأيّام آمالاً وصبراً
إنما الأحلام إخفاقٌ ونصرُ

هذه الأصداء في عمقي تناد
=كلّ فكرٍ لم يَصُنه الحبّ كفرُ


كم سما فيّ الهوى يوم التقينا
واحة النجوى؛ وأحلامي تفِرُّ

رُمتُ في عينيك حلو العيش دَهراً
عاشقاً يرجو الهوى؛ والشوق مُرُّ

حينما طاف المدى صوتي وشجوي
حارت الأحداق أنّى تستمرُّ

كلما أوغلت في نهديكِ أغشى=
شوة حيرى؛ ويعبق فيَّ شِعرُ


يا رضاب الأرض رفقاً إنّ قلبي
عاش في عمق الصبا والعشق سُكرُ

صنت قلبي عن تباريح اللواتي
هُنّ في ميراثنا خَطبٌ وسِحرُ

وامتطيت الصهوة الصهباء صُبحاً
يعتريني وجدكِ الحلو الأغَرُّ

أستشفّ الوثبة العجفاء طوراً
ثمّ أستسقي السرابَ فلا يدُرّ


كلما آنستُ عبر الجرح نوراً
شفّني ليلٌ طويلٌ مستمرُّ

كم تراءاى في مدى الماضي ينادي
عبر سطرٍ "خالدٌ" أو لاحَ "عَمرو"

أستزيد العشق في ذكرى وجودٍ
يُجتبى في نبضنا، نورٌ وذخرُ

ثمّ يصحو بعد أن ينداح فينا
أمنيات بعضها للقلب حكرُ


كيف كان الوعد يجتاح انطلاقي
نحو آتٍ فيه من ماضيكِ سِفرُ

نصف قرنٍ حاصرتنا في صداها
ألف آهٍ ليس فيها ما يَسرُّ

خدّرتنا بالخيال وما أُحيلى
ساعة النشوى وأحلامٌ تمرُّ

تلكم الألحان مازالت صهيلاً
يعتري عنف الرجال فلا يكرّوا

هل زرعنا الحبّ فيها عبر دربٍ
خارج الوهم...؟!، ألا لله شُكرُ...!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من مجموعة" "آه ... وصورة بندقية". مطبوعات جامعة حلب ١٩٩٥


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق