حِينَ لَمْ يُفِدْ غَادٍ نَحِيبُ
سَعَتِ الْخُطَى فِي دَرْبِ دُنْيَا زَائِلٍ
وَتَنَافَسَ الْمَاضُونَ فِي خَيْرٍ يُطِيبُ
وَتَشَابَكَتْ أَحْلَامُهُمْ فِي سَعْيِهِمْ
مَا بَيْنَ مَكْسُوبٍ وَمَا ضَاعَتْ دُرُوبُ
يَرْجُو الْفَتَى أَنْ تَزْدَهِيهِ حَيَاتُهُ
بِالْمَجْدِ وَالْعِزِّ الْعَظِيمِ الْمُسْتَطِيبُ
وَإِذَا بَنَى فِي الْأَرْضِ قَصْرًا مُشْرِفًا
هَاجَ الْفَنَاءُ فَمَا لَهُ مَلْجًا يُؤُوبُ
وَالْمَالُ إِنْ جُمِعَ الْفُؤَادُ بِحُبِّهِ يَفْنَى
وَيَبْقَى الْحُسْنُ فِي الْعَمَلِ الْعَجِيبُ
أَفَمَا رَأَيْتَ كَمِ اسْتَطَاعَ مُلْكٌ عَظِيمٌ
أَنْ يَحْمِلَ الدُّنْيَا وَهُوَ غَدًا يَغِيبُ
مَا نَفْعُ زِينَتِهِ وَمَا نَفْعُ الْغِنَى إِنْ
كَانَ عُمْرُ الْمَرْءِ لِلْأَجَلِ الْقَرِيبُ
لَكِنَّهُ ذِكْرُ الْفَضِيلَةِ وَالنُّهَى
مِيرَاثُهُ الْبَاقِي وَمَا يَهْوَى الْحَبِيبُ
يَمُوتُ الْعَبْدُ خَالِ الْوِفَاضِ دَوْمًا
وَيَبْقَى عَمَلٌ مِنْهُ الذِّكْرُ يَطِيبُ
فَبِمَا يُفِيدُ الْعَبْدَ كَفَنٌ مُزَرْكَشٌ
إِذْ لَمْ يُفِدِ الْمَيْتَ كَثْرُ النَّحِيبُ


